الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنهد الإرادي واللاإرادي

السؤال

أنا فتاة أبلغ 20 سنة أتنهد كثيرا مع إخراج زفير كبير فهل هذا جائز شرعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتنهد والزفير إن كان تبرما من الوالدين وأوامرهما فهو محرم لا يجوز بحال لورود النهي عن التأفيف عليهما في قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ {الإسراء:23}. والتنهد مثله أو أشد، وهو في حق الله تعالى إذا أنزل مقدوره بالإنسان أشد تحريماً لأنه يشعر بالضجر والسخط وعدم الصبر والتسليم لأمر الله وحكمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وابن ماجه.

وهو في غير ما ذكرنا مكروه لأنه ينافي مكارم الأخلاق وجميل الصفات، وانظري الفتويين رقم:15197، 23586.

وهذا كله فيما إذا كان عن إرادة وقصد. وأما إن كان أمرا غير إرادي لا يمكن التحكم فيه فهذا لا حرج فيه شرعا لعدم القصد فيه, والله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5} وينبغي حينئذ عرضه على الطبيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني