الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

مشكلتي طويلة جدا ولكني سوف أحاول إيجازها، أنا امرأة متزوجة منذ 10 سنوات وقد رزقني الله بولدين، طريقة زواجي لم تكن تقليدية فقد عصيت أهلي وارتبطت بزوجي لأني كنت أعتقد أن الحياة ليس لها معنى من دونه، باختصار بعد أن أنجبت ابني الأول بدأت معاملة زوجي تتغير فهو لا يريد أطفالا في تلك الفترة بداعي أننا نقيم في بلد غريب وزادت المسألة تعقيدا بعد إنجابى لطفلي الآخر ، انشغل زوجي في ملذات الحياة وأهملني بكل ما تعني الكلمة، كنت أنا الأم والأب كان يسافر كثيرا وعندما يرجع لم أجد منه معاملة جيدة تحملت من أجل الأطفال وكان أبي وأمي ينصحونني بالصبر مرت الأيام والسنوات وأنا أشعر بحاجة ماسة لإنسان يحترمني، كان يضربني يشتمني حتى أمام أبنائي، باختصار مفيد اتجهت في اتجاه خاطئ، تعرفت على إنسان متزوج أدخلني إلى عائلته وعرفني إلى امرأته بحجة أن هذه أفضل طريقة لمنع حدوث الخطأ ولكني كنت أغار من زوجته أحسدها على علاقتها مع زوجها، وكنت أصارحها بذلك ، عرفتني عن قرب وبدأت تعرف كل كبيرة وصغيرة، زينت لي الحرام وكانت تقول لي أعرف أنك تحبين زوجي وهو أيضا يحبك، حاولي أن تعيشي حياتك وإن الله غفور رحيم، كنت أعود من هناك أحاول أن أوضح لزوجي بأني في أمس الحاجة له ولكنه يتجاهلني ويصدني منذ3 أشهر، عرف زوجي بموضوعي عن طريق أقرب إنسانة لي صديقتي التي حاولت إقامة علاقة معه، وبدأت تدخل الشك إلى قلبه تجاهي، في أحد الأيام دخل إلى البيت وسألني ما بيني وبين فلان فاعترفت له بأني أحبه ومن هنا بدأت مسيرة عذابي طلقني وبعد ذلك ضربني وحضر الأهل من الطرفين وحاولوا إصلاح الأمر عندها اتجه زوجي إلى الله وبدأ يصلي وترك شرب الخمر واعترف لي بأنه يقيم علاقة مع امرأة منذ6 سنوات، عشت في دوامة منذ أن عرفت ذلك ولكني الآن أرفض أن أكمل حياتي معه فأنا لا أستحق منه ذلك، فقد كنت أحبه كثيرا أرعى بيته وأحفظه، وفي النهاية وقعت في الحرام لأنه أهملني، لا أستطيع أن أعيش معه قررت الانفصال عسى الله أن يغفر لي وله ويعوضني خيرا في أبنائي ويرزقه امرأة صالحة جميلة كما يتمنى تمنعه من أن يسلك طريقه الأولى، أريد منكم نصيحة تساعدني على أن أقف على قدمي من جديد، وادعوا الله أن يغفر لي ويرحمني وأن يبرد النار التي في صدري فقد أدركت أني كنت أعيش في كذبة كبيرة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أولا أيتها الأخت السائلة أن تتوبي إلى الله تعالى من هذه العلاقة الآثمة التي أقمتها مع ذلك الرجل المتزوج، ومن العجب أنها كانت بعلم من امرأته وبإخبار منه لها، والأعجب أنها دعتك إلى الوقوع في الفاحشة مع زوجها، ولا شك أن هذا دليل على قلة الإيمان وغلبة الفسق والمجون، والواجب على الجميع التوبة إلى الله تعالى قبل أن يحل سخطه وعذابه عليهم.

هذا وقد ذكرت في سؤالك أن الزواج قد تم بطريقة غير تقليدية، قد عصيت فيها الأهل، فإن كنت تقصدين أن الزواج قد تم بغير ولي فهذا النكاح باطل على الراجح من أقوال العلماء؛ لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وصححه الألباني والأرناؤوط عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل. وما دام النكاح باطلا فلا بد من فسخه، وننصحكما والحالة هذه بتجديد العقد بطريقة شرعية صحيحة، فقد ذكرت أن زوجك قد تاب إلى الله من ممارساته الآثمة وأصبح مواظبا على الصلاة وعلى طاعة الله، ولذلك فهو أهل لأن يكون زوجا لك إذا تبت إلى الله أنت كذلك، لاسيما أن لك منه ولدين، وبالمناسبة فإن الولدين ينسبان إليه إذا كان معتقدا صحة نكاحه لك، وأما إذا كنتما قد تزوجتما زواجا صحيحا فننصحك بالتمسك بزوجك مع التوبة إلى الله، ونذكرك بأنه مما يعين على صلاح الأولاد أن ينشأوا تحت رعاية أبويهم، كما نذكرك والحالة هذه بما رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني