الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجهر بقراءة القرآن قبل خطبة الجمعة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
في مساجد أهل العراق إذا لم يقرأ القرآن من قارئ قبل صلاة الجمعة يكثر هرج الناس، في هذه الحالة إذا طلب من قارئ أن يقرأ ليسكت الناس، فهل هذا الأمر يعد بدعة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لجماعة المسجد أن يستغلوا فترة ما قبل خطبة الجمعة فيعمروها بالصلاة والأذكار وقراءة القرآن من غير أن يشوش بعضهم على بعض، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 49188 أن الجهر بقراءة القرآن قبل الخطبة يوم الجمعة غير وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه الراشدين، ويتأكد النهي عنه إذا أدى إلى التشويش على من بالمسجد من المصلين والتالين للقرآن، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 37093.

لكن إذا كان أهل المسجد لا يشتغلون بالقراءة ولا بالصلاة في هذا الوقت فالأولى أن يشغلوا بدرس أو قراءة بدلاً من اللغط والكلام المرتفع المخل بآداب المسجد ولا يعتبر ذلك بدعة، وننبه هنا على أن كون الجهر بالقراءة في هذا الوقت غير وارد لا يعني ذلك المنع منه مطلقاً، بل لو كان يفعل مرة أو مرتين أو نحو ذلك ويترك مرات فلا بأس بذلك، ويمكن أن يؤتى بالدرس مرة وبالقراءة مرة أخرى ويترك ذلك في بعض الأحيان لئلا يظن الناس أن ذلك مما يسن في هذا اليوم، ثم إن على الخطيب أو من يقوم بالدرس أن يبين للناس بحكمة وهدوء أنه إذا كان رفع الصوت في المسجد بالقرآن وذكر الله تعالى لا يجوز إن أدى إلى تشويش فكيف برفع الصوت فيه بالكلام واللغط، ولا يخفى ما في ذلك من انتهاك حرمة المسجد والإخلال بآدابه فليتقوا الله تعالى وليعظموا حرماته، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12363، 631، 38394.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني