الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج ممن دخل السجن ظلما

السؤال

يتقدم لخطبتي واحد دخل السجن خطأ وأنا أريده ومتأكدة أنه دخل السجن ظلما فما هو الحل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ارتكب ذنبا ، دخل بسببه السجن أو لم يدخل، ثم تاب منه، فإن الله عز وجل يقبل توبته ويمحو ذنبه، وتعود صفحته بيضاء كأنه لم يذنب من قبل، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وغيره.

فينبغي أن ينظر إلى التائب بهذه النظرة، فإذا تقدم لخطبة فتاة، فينبغي القبول به، لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي. هذا على فرض ارتكابه لما يوجب دخول السجن، أما إذا كان أدخل السجن ظلما، فهذا أحرى أن يقبل إذا كان ذا دين وخلق، لكن لا نرى في هذه القضية مشكلة تطرح أو تحتاج إلى حل إذ الأمر هو كما قلنا، من كان مرضيا في دينه وخلقه ينبغي أن لا يرد إذا خطب، ومن لم يكن كذلك فلا ينصح به، بل إذا كان فسقه أو سوء خلقه قد يتعدى إلى المرأة أو تتضرر به فإنه لا يجوز تزويجه ما دام كذلك، هذا وننبه هنا إلى أنه ينبغي التريث ومقابلة المصالح بالمفاسد قبل الإقدام على الزواج من شخص سجين لا يدرى متى يفك أسره، فقد يكون الزواج منه وانتظار إطلاق سراحه فيهما تضييع لبعض المصالح وتفويت لها ، فليوضع ذلك في الاعتبار .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني