الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عدم تلبية الامر المباح الذي يريده المريض

السؤال

ابنة عمي توفيت قبل شهرين بسبب مرض السرطان، وكانت حالتها سيئة، والسؤال هو: أنها كانت تطلب من أهلها أن يحنوها ولم يفعلوا، فهل عليهم شيء، وأيضاً سقوها مشروبا غازيا زاد من سوء حالتها، وماذا عن البكاء عليها، فأرجو الإفادة أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم ابنة عمك وجميع موتى المسلمين، وبخصوص عدم تلبية أهلها لطلبها بالحناء أو غير ذلك من الأمور المباحة فإنه لا يترتب عليهم فيه إثم ما دام ليس فيه العلاج لها والأخذ بالأسباب لدوائها أو التخفيف من مرضها وآلامها.... وكذلك الأمر بالنسبة لسقيها المشروب المذكور وغيره من الأغذية المباحة لا إثم عليهم فيه ما لم يقصد به ضرر لها، كما هو ظاهر، وكما يفعله كل الناس مع مرضاهم في كل زمان وكل مكان.

قال الحافظ في الفتح عند قول عائشة رضي الله عنها: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه. تعني الذي توفي فيه، فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد...قال الحافظ: والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم لئلا يعودوا فكان ذلك تأديباً لا قصاصاً ولا انتقاماً... لأنه قد نهاهم قبل ذلك أن يلدوه.

وأما البكاء على الميت فإنه يجوز إذا كان بدمع العين وحزن القلب فقط، وأما النوح والصراخ والندب... فإنه من الكبائر، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 25255.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني