الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفاضلة صاحب المدرسة بين المدرسين ماديا ومعنويا

السؤال

مدير مدرسة عنده موظفون كثر والمدرسة إسلامية وهو صاحبها، يعامل بعض الموظفين بطريقة مختلفة عن معاملة الآخرين حسبما يراه هو مناسبا، لا شيء يحكمه إن على الصعيد المادي أو المعنوي، هل هذا الموضوع يعتبر عادلا بين الجميع، مع العلم أن بعض الموظفين يحمل هم الدعوة بعكس الآخرين،
كما أنه يعتبر أنه حر في أن يعطي الموظف مالا دونما عمل يقوم به، وبالمقابل يجبر آخر على أداء عمله بنفس الراتب؟
أفيدونا بارككم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقولك مدير مدرسة عنده موظفون كثر والمدرسة إسلامية وهو صاحبها، يفيد بأن المدرسة خصوصية وأنها ملك لمديرها. فإذا كان هذا هو ما تقصده في سؤالك، فإن تصرف المالك في ملكه لا يسمى ظلما. فمن حق مالك أية مؤسسة أن يختار العمال ويحدد الأجور والمكافآت ويوزع المهام حسب رغبته.

وإن كنت تعني أنها مؤسسة عمومية، وقولك: "وهو صاحبها" إنما تقصد به أنه هو المسؤول عن إدارتها وتسييرها، فالواجب عليه حينئذ –وقد استرعاه الله هذه الرعية- أن يتقي الله في رعيته، بإقامة العدل والقسط وتحري الحقائق حتى يصل فيها إلى الغاية القصوى، وذلك لإيصال كل حق إلى صاحبه.

والعمل بخلاف هذا مهلكة لصاحبه ووبال عليه في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من راع يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري وغيره.

وفي الصحيحين أيضا: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته... الحديث.

وما ذكرته عنه من المحاباة لبعض الموظفين دون بعض، من غير مرجح لما يفعل، ظلم بين وجور ظاهر يجب عليه أن يتوب إلى الله منه قبل أن يفجأه الموت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني