الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حساب الخلائق هل هو في الدنيا أم الآخرة

السؤال

هل الدنيا دار حساب وعقاب للبشر من الله . وهل ما يحدث للإنسان من مصائب أو كوارث هو عقاب من الله أم هو اختبار . وهل يستوي المسلم وغير المسلم في هذا الأمر ؟
وفقكم الله لخدمة الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لم يرد ما يفيد أن الناس يحاسبون في الدنيا الحساب المتضمن لإحصاء أعمالهم ومجازاتهم عليها، وإنما المعروف والوارد هو أن حساب الخلائق يكون يوم القيامة فهو الحساب الذي قال الله فيه: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ {ص:26}وأخبر عن إبراهيم عليه السلام أنه قال في دعائه: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ {إبراهيم:41}، وقال تعالى: إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ {الغاشية:26} كما قال تعالى: ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] {الرُّوم:41}، وأخبر عن أصحاب الجنة المذكورين في سورة القلم أنه حرمهم منها لما عزموا على حرمان الفقراء منها، وقد يبتلي الله بعض عباده المؤمنين ببعض الابتلاءات فيرفع بذلك درجاتهم، كما حصل لأيوب عليه الصلاة والسلام، فقد ابتلاه الله وصبر وشهد الله له بالصبر فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {ص:44}

وقد يعاقب الكافر في الدنيا كما حصل لعاد وثمود وفرعون، وقد يستدرج فيزيده الله نعما ويمهله ثم يهلكه بعد ذلك، ففي الحديث إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ {الأنعام:44} رواه أحمد وصححه الألباني.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في معرفة أسباب البلاء وأسباب كشفه: 47048، 44779، 56863، 60327، 18103 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني