الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منارات في الطريق إلى الزواج

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم
في البداية هي ليست فتوى و إنما طلب نصيحة من إخوة في الله، فأنا شاب أعزب تعرفت على فتاة أعجبني فيها تدينها وأخلاقها، وقد طلبت منها أن أتقدم لخطبتها، لكن في سياق الحديث صارحتني بأن هناك من يريد بها الشر و يقوم بأعمال السحر، وقد أعجبتني صراحتها ولكن بقيت حائرا هل أخطبها أم لا، فأرجو نصيحة اخوية قد تعينني .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرُّوم:21} .

وقال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور:33}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. أي وقاية وستر.

وينبغي للأخ وهو يسعى في إعفاف نفسه وإحصان فرجه بما أحل الله، أن يحذر أمرين:

أولهما: أن يقع في ما حرم الله، من خلال التعرف على الفتيات بحجة البحث عن زوجة، فهذا لا يجوز، ولكن هناك وسائل أخرى من السؤال عن الفتاة، ثم التقدم لخطبتها، والنظر إليها عند الخطبة.

ثانيهما: التسرع في اختيار الزوجة، قبل التدقيق والتفكير، وإغفال جانب الدين والخلق في الفتاة، والنظر إلى أمور أخرى كالجمال ونحوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

فالزواج مشروع شراكة لبناء حياة مشتركة وعائلة فيها الذرية الصالحة، ولا شيء أضمن لتحقيق ذلك من الدين وحسن الخلق.

لذلك نصيحتنا للأخ مراعاة هذين الأمرين، مع الفتاة المذكورة أو غيرها، وليعلم أن البيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة، ولا يبنى هذا البيت إلا باختيار صحيحٍ للزوجة، واتخاذ الأسباب في ذلك، وإن حسن اختيار الزوجة من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله تعالى الزوجة الصالحة، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.، وفي سنن ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.

وبناء على هذا، فإن ثبت لديك أن هذه الفتاة ذات دين وخلق فاستخر الله تعالى وتقدم لخطبتها وتوكل على الله ولا يصدنك ما ذكرت لك من أن أحدا يريد أذيتها فإن ذلك مقدور بإذن الله تعالى على اتقاء شره بالمحافظة على الأذكار والدعاء ثم إنه لن يقع شيء إلا بقدر الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لحسن اختيار الزوجة وأن تكون من العابدات الصالحات، وحاول أن تكثر من الدعاء لتحقيق ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني