الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل بالشهادة ممن غش في سنوات النقل

السؤال

فسؤالي لفضيلتكم هو كالتالي: أنا طالب من المغرب، وقد تخرّجت لتوي وحصلت على الشهادة الجامعية، ولكني مدة الدراسة كنت في بعض الامتحانات أغش بالنقل، ولكن عرفت خطئي متأخراً وتبت إلى الله، فإذا ما كتب الله لي أن أعمل بهذه الشهادة، فهل المال الذي أحصل عليه حلال أم حرام، أم لا يجوز لي أصلا أن أعمل بهذه الشهادة، وما هي التوبة الصحيحة، أفتوني في الأمر... جزاكم الله خيراً، وأضيف إلى السؤال، إذا ما يسر لي الله إتمام الدراسة أرجو منكم سرد أنواع الغش في الدراسة التي يجب عليَّ تجنبها، وهل الاستعانة بالبحوث القديمة لطلبة سابقين جائزة لإنجاز بحوثي؟ وأسأل الله لكم السداد والتوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغش في الامتحانات محرم لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: من غشنا فليس منا. وفي رواية لمسلم: ليس منا من غش.

ولكنك إذا كنت تبت إلى الله مما كنت تمارسه من الغش، فإذا قدر الله لك أن تعمل بالشهادة التي حصلت عليها، فلا حرج في ذلك إذا كنت تتقن المهنة التي تسند إليك، ولك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 94865.

وشروط التوبة كما بينها أهل العلم هي:

1- الإقلاع عن الذنب، وتركه تماماً.

2- الندم على ما فات.

3- العزم على أن لا يعود.

وإن كان الذنب له تعلق بحقوق العباد ردها إليهم أو تحللهم منها.

وأما أنواع الغش في الدراسة فهي كثيرة، ويمكن تلخيصها في أنها هي كل فعل يخالف النظام المعمول به في المؤسسة التي يدرس فيها الطالب، ثم إنه لا مانع في إنجاز بحوثك أن تستعين ببحوث قديمة لطلبة سابقين، إذا كانت الجهة الطالبة للبحث لا تمانع من ذلك، وينبغي أن ينسب ما اقتبس إلى قائله دونما غموض أو تدليس أو إخلال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني