الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الحياء عدم مجالسة أبي الزوجة على مائدة الطعام

السؤال

أنا من الجنوب المغربي. و لدينا بعض العادات التي نتشبث بها. و أريد منكم جزاكم الله خيرا تبيان رأي الشرع فيها. فمثلا عندما يتزوج الشخص فانه لا يجالس أبا زوجته على مائدة الطعام.حتى لو حل ضيفا عليهم كنوع من الاحترام. فعندما يأتي أبو الزوجة يستقبل من طرف الزوج و يجلسان معا و يتحدثان إلى حين وقت الأكل فإنه ينصرف عنه ولا يأكل معه. فهل هذا يدخل في معنى الحياء؟ علما أننا نعده كذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعريف الحياء قد ذكره الحافظ ابن حجر بقوله: قال الراغب: الحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة، وهو مركب من جبن وعفة، فلذلك لا يكون المستحيي فاسقا، وقلما يكون الشجاع مستحيا. انتهى.

وقد ثبت الترغيب في الحياء بالمعنى المذكور، ففي صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان.

وفي سنن الترمذي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما كان الحياء في شيء إلا زانه.

وعدم مجالسة أبي الزوجة على مائدة الطعام لا يدخل في هذا التعريف، فهو -إذا- ليس من الحياء. ومع ذلك فلا نرى به بأسا إذا لم يترتب عليه محذور شرعي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني