الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤاخذ إذا سب أحدا في نفسه

السؤال

ما حكم سب أي شخص في نفسي دون أن أفصح ذلك أمامه حيث يحدث ذلك معي أحيانا عندما يستفزني شخص ما فأكظم غيظي و لكن قد أسبه في سر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم أن يعرض عن الجاهلين ولا يستجيب لاستفزاز السفهاء، وإذا عرض له شيء من ذلك فينبغي أن يكظم غيظه ويعفو عن من ظلمه.. فهذا من أخلاق الإسلام التي أرشد الله عز وجل إليها عباده المؤمنين في آيات كثيرة من محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال سبحانه وتعالى: خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ. {الأعراف:199}

وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ. {آل عمران:133-134}

وقال تعالى وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {الشُّورى:43}

ومع ذلك فمن حق المسلم أن يرد على من سبه ويقتص ممن اعتدى عليه كما قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ {الشُّورى:40-41}

وأما ما يقوله الشخص في خاصة نفسه فهذا لا حكم له ولا اعتبار شرعا ما لم يتكلم به أو يعمل. ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 2093.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني