الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدة من لا يأتيها الحيض إلا بتناول الدواء

السؤال

يا شيخ أنا صاحبة السؤال رقم 2122071 والسؤال رقم 151168هل لو تمت الخلوة بيني وبين زوجي، فهل لو حصل مني خطأ كان حكمه أنني هكذا ارتددت، فهل يجب على زوجي أن يعقد علي من جديد أم طالما حصل بيني وبينه خلوة، لكن لم يتم الدخول فعلي عدة وطالما تبت أثناء العدة فالعقد صحيح، وما هي عدتي بالضبط إذا كانت عندي مشكلة في الدورة فهي لا تأتي لي أبداً إلا إذا أخذت حبوبا لكي تنزل وبغير هذا لا تأتي لي أبداً طبيعيا فمنذ أن حصل مني هذا الأمر من شهر يناير إلى الآن لم آخذ حبوبا ولم تأت الدورة لي فهل الـ 8 شهور هذه كلها عدة حتى آخذ حبوبا وتأتي لي 3 حيضات، وماذا لو تكرر مني نفس الخطأ أثناء العدة، فهل تبدأ عدة جديدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخلوة الصحيحة الشرعية لها حكم الدخول، والمدخول بها يلزمها العدة، فإذا حصل فراق بين الزوجين بطلاق، فيحق للزوج أن يراجعها في العدة. وفي حال الردة والعياذ بالله يفسخ العقد، فإذا تابت في العدة بقيت على نكاحها، وأما بعد العدة فلا بد من عقد جديد.

ولا ندري لماذا تفترض السائلة وقوعها في الردة، ومن المقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يكفر المسلم بأي ذنب. بل من الذنوب ما هو مكفر ومنها ما هو غير مكفر، وكأن الأخت لا تعلم ماذا تعني الردة، فإن الردة ذنب لا يغفره الله عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {النساء:48}، وهي محبطة للأعمال، وموجبة للخلود في النار والعياذ بالله، إذا مات عليها الإنسان، قال الله تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}، ويخشى على من تكررت منه الردة أن لا يقبل منه إسلام، أو لا يوفق إليه ثانية، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً {النساء:137}.

ومعلوم أن العدة ثلاثة قروء، ومن لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر، لقول الله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ {الطلاق:4}، وما دمت تحيضين باستعمال هذا الدواء، فعدتك ثلاث حيض، ولو تباعد ما بين كل حيضة وأخرى، سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى عن مرضع استبطأت الحيض، فتدوات لمجيء الحيض، فحاضت ثلاث حيض وكانت مطلقة: فهل تنقضي عدتها، أم لا؟ فأجاب: نعم إذا أتى الحيض المعروف لذلك اعتدت به. كما أنها لو شربت دواء قطع الحيض أو باعد بينه كان ذلك طهراً، وكما لو جاعت أو تعبت أو أتت غير ذلك من الأسباب التي تسخن طبعها وتثير الدم فحاضت بذلك. والله أعلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني