الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل اشترط النبي صلى الله عليه وسلم حضور عائشة وليمة دعي إليها

السؤال

هل صحيح أن الرسول الكريم كان يصطحب زوجته معه عندما يكون مدعوا لوليمة وإن لم تدع زوجته لا يقوم بالذهاب للوليمة حتى يقوم صاحب الوليمة بدعوة الرسول وزوجته؟ أريد التأكد إن كان هذا صحيحا أم لا؟؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كان طيب المرق فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه فقال: وهذه، لعائشة، فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فعاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه، قال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا، ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه؟ قال: نعم، في الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله. إذن قد ثبت ذلك فعلا في هذه الواقعة، وقد حمل بعض أهل العلم ذلك على حال مخصوص. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم على هذا الحديث: وأما الحديث الثاني في قصة الفارسي وهي قضية أخرى فمحمول على أنه كان هناك عذر يمنع وجوب إجابة الدعوة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا بين إجابته وتركها فاختار أحد الجائزين وهو تركها إلا أن يأذن لعائشة معه لما كان بها من الجوع أو نحوه فكره صلى الله عليه وسلم الاختصاص بالطعام دونها، وهذا من جميل المعاشرة وحقوق المصاحبة وآداب المجالسة المؤكدة.... اهـ.

وبقي أن ننبه إلى أن مثل هذا التصرف لم يكن الغالب من عادته صلى الله عليه وسلم إذا دعي كما قد يفهم من سياق السؤال، بل كان الغالب إجابته الدعوة من غير اشتراط شيء من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني