الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بناء مسجد عن طريق بنك ربوي

السؤال

بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم
الجمـــعية الإسلاميـــة بمدينــة أليكانتــــي
COMUNIDAD ISLÁMICA DE ALICANTE
فضيلة الشيخ حفظه الله.
نعلمكم أننا إخوة لكم في مدينة أليكانتي الإسبانية، حلت بنا مصيبة وهي أن مسجدنا قد أغلق منذ سبعة أشهر ( وهو المسجد الوحيد في المدينة والتي يسكنها ما يقارب 6000 مسلم ويصلي الجمعة ما يقارب ألف مسلم) بسبب شكوى من الجيران الحاقدين وحجتهم أننا لا نملك مخرجا للطوارئ. فحكم القاضي بإغلاقه ونفذت البلدية قرار القاضي. ثم راجعنا البلدية وقدمنا طلبا ليسمحوا لنا بعمل مخرج للطوارئ فوافقت البلدية بعدما خرجت وكشفت على المبنى، وبعد موافقة رجال الإطفاء المختصين بهذه الأمور وبعد موافقة نقابة المهندسين. وهذه الموافقة جاءت بعد 6 أشهر ثم قام الجيران بشكوى ثانية فجاء قرار بتوقيف العمل بالمسجد خوفا على البناء من الانهيار بشكوى شفوية من الجيران مؤيدة عن طريق أحد المهندسين والقضية عادت إلى المحكمة من جديد.
وأثناء ذلك قمنا بعدة محاولات للخروج من هذه المشكلة منها:
1- البحث عن مكان للإيجار فكانت هناك عقبات منها:
أ- لم نجد مكانا مناسبا للإيجار.
ب- لو وجد فإن الجيران وأصحاب الملك لا يريدون أن يؤجروا للمسلمين من أجل المسجد.
2- اتصلنا بالمراكز الإسلامية الكبرى في مدريد وبعض السفارات وزرنا رابطة العالم الإسلامي وبعض الجمعيات الإسلامية بالسعودية وطلبنا منهم أن يمدوا يد العون لنا لشراء مسجد أو أرض أو أي شيء يجتمع فيه المسلمون ولكن للأسف خذلنا رغم أن قضيتنا منتشرة في كل أوروبا وعندنا ترخيص رسمي للجمعية وتزكيات من كبرى المراكز الإسلامية في مدريد وبعض المشايخ والعلماء ولو دخلت على الإنترنيت لوجدت التفاصيل تحت عنوان مسلمو إسانيا يصلون على شاطئ البحر.
3- وجدنا بعض الأماكن للشراء وقمنا بجمع التبرعات من مسلمي أليكانتي وما حولها ولكنها لا تساوي شيئا أمام المبالغ الضخمة المطلوبة. والآن نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وأحوالنا على الحال التالي:
1- المسجد مغلق
2- لا توجد صلوات خمس في المسجد.
3- الدروس معطلة.
4- لا نملك من المال ما يكفي لشراء مبنى لنقيم به المسجد رغم الجهود المبذولة خلال ستة أشهر.
5- وضع الجالية ضعيف جدا.
6- المسلمون كهيئات رسمية أو أفراد يعتذرون عن المساعدة لأسباب أمنية أو غيرها من الأسباب التي ينسجها لهم الشيطان رغم قدرتهم على بناء أكثر من مسجد.
الحلول الموجودة:
1- هناك مبنى للبيع وصاحبه وافق على بيعه لنا للمسجد ولكنه يريد نقوده نقدا كاملة. فهل يجوز لنا شراؤه عن طريق البنك بفوائد ربوية؟
2- هناك بيت لأحد المسلمين مساحته 1400 م يصلح لأن يكون مسجدا وصاحب هذا البيت عاجز عن تسديد ثمنه للبنك فحجز عليه البنك وهو ملك البنك الآن، فهل يجوز لنا شراؤه من البنك لأنه يبيع ما يملك مع الاتفاق مع البنك على تحديد نسبة الربح بحيث يجعلها نسبة ثابتة.
نرجو من فضيلتكم إفتاءنا وإرشادنا لما فيه صالح المسلمين.
أخوكم إمام وخطيب مسجد أليكانتي
أبو همام
فاكس: 0034965269806
تلفون: 0034687626905
بريد إلكتروني: jammal26@hotmail.com
Inscrito en el registro del ministerio de justicia e interior N 3096 /SE A. Dirección: C/ Jovellanos no 8-10 oficina no 7 C.P 03002 Alicante ESPAÑA. TEL: (0034) 965269806, e-mail: arrahma88@homail.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى قد حرم تناول الربا وأعلن الحرب على متعاطيه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: 278-279}.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عقد الربا من الموبقات السبع التي تعتبر من أشنع المعاصي وأشدها عقوبة عند الله تعالى؛ كما في الحديث المتفق عليه.

وعليه؛ فلا يجوز أخذ قرض ربوي للغرض المذكور.

ثم هذا البيت الذي قلت إن البنك قد حجزه لأن صاحبه عاجز عن تسديد ثمنه، وأن البنك يريد بيعه، فإذا كان سيبيعه لكم بربح محدد، ولن يزاد هذا الربح في حال ما إذا تأخرتم في التسديد فلا مانع من أن تشتروه، لأن من حق البنك أن يبيعه ليستوفي منه الديون التي له على صاحبه.

وإذا كان البنك سيشترط عليكم أنكم إذا تأخرتم في التسديد فإن ثمن البيت سيزداد عليكم، فإن اشتراءه حينئذ لا يجوز.

واعلموا أنكم إذا سعيتم في تحصيل مسجد بكل ما أوتيتم من الوسائل، وعجزتم عن تحقيق ذلك، فإن المؤاخذة تسقط عنكم. فالله تعالى عدل ولا يكلف نفسا إلا وسعها.

ونسأل الله أن يضاعف لكم الأجر والثواب بما بذلتموه من الجهود في إقامة شعائر الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني