الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنفاق الزوجة على أولاد زوجها وقضاؤها لدينه

السؤال

نص الرسالة: أنا امرأة عاملة مهندسة راتبي جيد تزوجت أول مرة من مهندس وبعد 6 شهور انفصلت وبقيت في المحكمة أكثر من 5 سنوات وكنت حاملا وأنجبت عند أهلي وأخذت طفلي معي حيث إنني أرعاه بالكامل رعاية فائقة... تزوجت قبل سنة من رجل آخر مهندس أيضا... أرمل وله أولاد مع أنني خطبت لرجال غير متزوجين، فأنا والحمد لله لدي مواصفات مرغوبة، ولكني أردت أن أتزوج أرمل.. حتى أعوض أولاده عن أمهم... وحتى بالمقابل هو يعوض ولدي عن أبيه في التربية..... الرجل حسن المعاشرة ولكن وضعه المادي صعب أكثر مما كنت أعلم قبل الزواج... وراتبه بالكاد يلبي طلبات أولاده الثلاثة... مما يشعرني بعدم الراحة بشكل كامل.. خاصة أن السبب في طلاقي المرة الأولى هو أن طليقي كان يريد راتبي ولا يريد أن ينفق علي... حتى أن الخبز لم يشتره لي إلا من نقودي أنا، والآن أنا لا أكاد أطلب من زوجي أية مطالب أو مصاريف بل على العكس.. فأنا أساهم في بعض مصاريف أولاده وطبعا ولدي أنا، مع أنني أحس أنه يجب عليه أن ينفق على ولدي لأنني أبذل الكثير معنويا على أولاده وكأنني أمهم وأحيانا أساهم في مصاريفهم ماديا، أصبحت أشعر أن كل زوج يريد الراتب أهم شيء، الآن زوجي عليه دين وأصحاب الدين يطالبوه بشكل كبير، وهو يعلم أنني بإستطاعتي أن أساعده، ولكني لا أعرف ما هو الصحيح وما هو الخطأ، ولا أريد أن يرتكن علي أكثر خاصة أنني متزوجة منذ سنة فقط وظهرت لدي مشكلة كبيرة بالنسبة للإنجاب بعد زواجي منه مباشرة رغم أنني أنجبت ولدي من طليقى دون أي مشاكل، مما يعني أنه في حالة وفاته لا سمح الله، لن أجد حتى منزلا أسكنه، فأنا أشعر أن لا شيء لي منه وأنني مجرد خادمة بدون مقابل للأولاد (أنا جميلة ومهندسة متفوقة وأصغره بـ 15 سنة)، أشعر أن عدم مساعدتي له في قضاء دينه يجعله يبتعد عني ويعاتبني دون كلام، ولكن أنا لا أستطيع أن أعيش وأنا دائما أعطي كثيراً دون أن آخذ، ماذا أفعل، أرجوكم ساعدوني إن كانت لديكم اقتراحات، أنا خائفة من الزمن ومن طليقي حيث إنه قد يأخذ طفلي الغالي مني حتى لو بعد حين وأخشى من حصول شرخ بيني وبين زوجي، إلا أنني أريد أن أكون كغيري، أي أن زوجي هو المسؤول عني لا أستطيع أن أشعر أنني مستغلة من قبله، كما في المرة الأولى وأنني أعطي دائما وأنا أحتاج لأن يعطيني أحد الأمان؟ أنتظر الرد بلهفة.. شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياك من الآمنين، فالأمان بيده سبحانه، فمن أمنه الله فهو الآمن، ومن أخافه فهو الخائف، وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ، عز جاره وجل ثناؤه، ولا إله غيره، فننصحك بالفرار منه سبحانه إليه، قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {الذاريات:50}، وذلك باللجوء إليه سبحانه بأن يصلح حالك، وأن يمنحك الأمان والاطمئنان، ونوصيك بالاقتراب من زوجك، وإحسان الظن به، واحتساب الأجر فيما تقدمينه لزوجك ولأبنائه عند المولى سبحانه، قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ {البقرة:270}، وقال: وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:272}، وهذا لا يمنعك من المطالبة بحقك، حيث إن لك الحق في النفقة على زوجك بما يكفيك بالمعروف، ولا بأس كذلك أن تعتبري ما تقدمينه لزوجك قرضاً يمكنك أن تطالبيه به في وقت حاجتك إليه ويساره به.

وللعلم فإن المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من عملها ومن أي شيء آخر، وخروجها إلى العمل مرهون بإذنه لها بالخروج، إلا إذا اشترطت ذلك في عقد الزواج، وعليه فينبغي لك أن تقدري للزوج إذنه لك بالخروج للعمل، على حساب حقه في بقائك في البيت، واعلمي أنه لا يلزم الزوج النفقة على ولدك من غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني