الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أبي لديه شركة مع إخوانه ولكن له نصيب أكبر منهم، وهم يسألون الناس كم يكسب، ولما عرفوا أنه يكسب أكثر منهم بدؤوا يقولون إنه يسرقهم، ولكن الحقيقة أن نصيبه أكثر، فهل إذا ما دعوا عليه يكون عليه شيء
حيث إنهم يقولون إنه كيف يكبر نصيبه من دونهم ولكن حتى إذا أراد أن يكبر نصيبهم أيضا هم ليس لديهم الإمكانية لذلك.
السؤال: هل على أبي شيء حرام وهل الدعوة هذه يستجاب لها حيث إنهم أصبحوا ينظرون لنا في كل شيء وأحس أنني وأخواتي نحسد على كل شيء أبي يعمله لنا حتى إني عملت مشروعا ولكن خسر وكانوا شامتين فلذلك أحس أني لو عملت أي شيء سوف أخسر لأنهم أصبحوا يستكثرون كل شيء علي، ويعتقدون أن أي شيء يدخل لنا أنه من المفروض يكون لهم أيضا مع أن أبي له تجارة أخرى هم غير شركاء فيها ولكن هم لا يعلمون بها لأن أبي يخاف من العين، سؤالي هل الحسد يفشل أي شيء أعمله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لأحد أن يدعو على أحد بغير حق، ومن فعل ذلك كان ظالما متعديا، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله لا يستجيب دعاءه، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أوقطيعة رحم.

ثم اعلمي أن خير وسيلة لدرء الحسد هي المداومة على الأذكار الصباحية والمسائية، ومن أهم ذلك قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قالها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات تكفيه من كل شيء. كما في الترمذي وأبى داود. وثبت عنه أنه قال: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ما تعوذ الناس بأفضل منهما. كما في سنن النسائي. وثبت عنه أنه كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما. كما في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه.

فلا ينبغي أن تخافي أو تعتقدي أنكم لو عملتم أي شيء سوف يفشل، فالأمور كلها بيد الله، ومن يتق الله ويتوكل عليه يكفيه كل شيء. قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2-3}.

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني