الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يخبر المريض بمرضه إذا خيف عليه زيادة المرض

السؤال

جزاكم الله خيرا
قرأت في باب الفتوى الطبية. سائلة تسأل عن إخبار زوجها المصاب بالسرطان في الكبد وقالت إنها تخشى أن تخبره عن حالته فيزداد سوءا. وأفتاها موقعكم بأنه لا يجوز إخباره حتى لا تزداد حالته, وأحب أن أناقش هذا الموضوع وأطرح بعض النقاط بحكم تخصصي:
1-ليس شرطا أنه إذا أخبر أن تسوء حالته.
2-قد يكون من حقه الشرعي أن يعلم بحالته حتى يوصي وحتى يتقرب إلى الله أكثر إذا علم بقرب أجله وقد يكون عليه ديون أو حقوق يؤديها .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على ملاحظته واهتمامه وقراءته لما ينشر من فتاوى على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يزيده علما وحرصا.

وبخصوص عدم جواز إخبار المريض بمرضه فإنه يشترط لذلك أن يكون فيه ضرر عليه كزيادة مرضه والتأثير عليه نفسيا.

وهذا ما ذكرناه في الفتوى المشار إليها.

وإذا علم من أهل الاختصاص أو من يعرفون المريض أن ذلك لا يؤثر عليه فلا مانع من إخباره.

وأما ما يرجى من وصيته وتقربه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة فيمكن تحقيقه بغير إخباره بالمرض الذي يترتب عليه ضرره، فيمكن أن ينبه بل يحث على كتابة وصيته وعلى فضل التقرب إلى الله بأعمال الخير والمسارعة في ذلك، وبوجوب قضاء الديون وأداء الحقوق إلى أهلها والترهيب من ترك ذلك، وهذه الأمور كلها مطلوبة أصلا من الشخص الذي هو في كمال صحته وعافيته فضلا عمن به أدنى مرض.

ولذلك فلا شك أن ما أشرت إليه فيه مصالح لا يخفى نفعها للمريض ولمن حوله، ولكن تحقيقها ممكن بغير ضرر عليه، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة كما هو معلوم عند أهل العلم عند التعارض، ولا تعارض بين ما ذكره السائل وما ذكرناه في الفتوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني