الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواعدة على الزواج.. رؤية شرعية وواقعية

السؤال

يا سيدي لقد تعرفت على فتاة ومع أني بررت ذلك لنفسي لكونه في تونس غلب المجون والعري ما بلغ، وقد كان بيننا ما كان من كلام العشق الحرام عبر المحمول، وبعد أن اكتشفت أن علاقتنا حرام وقابلتها في مكان عمومي عدة مرات اتفقت معها على قطع الاتصالات مهما كانت، والتوبة من ما كان بيننا مع الوعد بالزواج، يا سيدي لقد من الله عليها بالحجاب وإني أرغب في خطبتها عندما تتحسن أحوالي ويرزقني الله بعمل لكن يقلقني أنها قد ترفض من يتقدم لخطبتها وتنتظرني ويا سيدي ما لم أعلمها بأني لن أتزوجها وأنهرها عن انتظاري لن تكف عن رفض من يتقدم لها مع أني أنهرها كلما حاولت الاتصال بي ولم أرسل لها سوى بضع رسائل أخبرها بها عن حالي، وأنوي الإقلاع عن الرسائل، يعلم الله أني صادق في نيتي بالزواج منها، السؤال: هل علينا شيء في تواعدنا بالزواج في حال صح إقلاعنا عن التواصل واقتصرنا على الوعد بالزواج، يا سيدي يعلم الله أني صادق في نيتي وأني أتوسم فيها خيراً خصوصا بعد أن تحجبت، فهل أنا آثم لأنها ترفض الخاطبين لأجلي، نعم بدأت العلاقة بطريقة غير شرعية لكن منذ مدة لم نتصل ولن نتصل بإذن الله، ما حكم هذا الوعد على ما وصل علمكم من كونها ترفض العرسان لأجلي؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نهنئكما على التوبة من هذه العلاقة، ونسأل الله أن يثيبكما ويثبتكما عليها، وأما بشأن سؤالك فلا حرج في أن تعد فتاة بالزواج بها، إذا اقتصرت عليه ولم يكن هناك علاقة بينك وبينها، ولا إثم عليك في ردها للخاطبين من أجلك، ما دمت صادقاً في نيتك الزواج بها، هذا بالنسبة للحكم الشرعي، لكن من باب النصيحة نقول: إذا كنت غير قادر على الزواج وبقي لك الكثير حتى تقدر عليه وتستطيعه فننصحك بعدم ربط الفتاة بك، فليس من السنة تأخير الزواج في حق الفتاة إذا وجدت الكفء، وفي الحديث: ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت.. والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي.

كما أن تأخير الزواج يهدد مستقبل الفتاة، ويخشى عليها من فوات قطار الزواج، فلذا ننصحك بالبعد عنها، ونصحها بأن تتزوج الكفء الذي يتقدم لها ولا تنتظرك، ثم لا يفوتك أن الزواج لا يصح بغير ولي، وربما رفض الولي تزويجها بك، فإذا كان ولا بد من التواعد فليكن بعلم الولي، أي خطبتها منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني