الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كانت فاطمة تزور قبر حمزة

السؤال

هل ثبتت زيارة فاطمة رضي الله عنها لقبر حمزة رضي الله عنه، والصلاة عند قبره.؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وردت أخبار بأن فاطمة رضي الله عنها كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه-.

فمن ذلك ما ورد في مصنف عبد الرزاق عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزور قبر حمزة كل جمعة.

وقد اختلف أهل العلم في زيارة القبور للنساء، فذهب الجمهور إلى الكراهة، واحتجوا بأدلة منها حديث أبي هريرة عند أحمد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله زوارات القبور. صححه الألباني. ولأن النساء فيهن رقة قلب وكثرة جزع وقلة احتمال للمصائب، وهذا مظنه لبكائهن ورفع أصواتهن. وذهب الحنفية في الأصح إلى أنه يندب للنساء زيارة القبور كما يندب للرجال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر بالآخرة. رواه مسلم عن بريدة.

وفي رد المحتار: قال الخير الرملي: إن كان ذلك لتجديد الحزن والبكاء وما جرت به عادتهن فلا تجوز، وعليه حمل حديث: لعن الله زوارت القبور. وإن كان للاعتبار والترحم من غير بكاء فلا بأس. اهـ.

وقال ابن عبد البر: قيل كان النهي عاما للرجال والنساء ثم نسخ بالإباحة العامة أيضا لهما، فقد زارت عائشة قبر أخيها عبد الرحمن، وكانت فاطمة تزور قبر حمزة. وقيل إنما نسخ للرجال دون النساء لأنه صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور، فالحرمة مقيدة بذلك دون الإباحة لجواز تخصيصها بالرجال دونهن بدليل اللعن. اهـ

وأما صلاتها -رضي الله عنها- عند قبر حمزة -رضي الله عنه- فلم نقف على شيء يفيد صحة ذلك. والمعروف عن أهل العلم المنع من ذلك. ويمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 1530.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني