الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

هناك بعض العلماء ذهبوا إلى تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (شيبتني هود وأخواتها.....) بأنه قصد الرسول فقط بآية واحدة في سورة هود وليس كل آيات السور. فهل هذا صحيح؟ وأسأل الله العلي العظيم أن تنيروني في هذه المسألة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: شيبتني هود وأخواتها. رواه الطبراني وعند الترمذي: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. اهـ.

والسبب في ذلك هو ما ورد في سورة هود والسور المذكورة معها من أخبار الساعة وأهوالها إضافة إلى العذاب الذي صب على الأمم الماضية المكذبة للرسل.

قال المناوي في فيض القدير: شيبتني هود أي سورة هود، وأخواتها أي وما أشبهها مما فيه من أهوال القيامة وشدائدها وأحوال الأنبياء وما جرى لهم. اهـ.

وقال في موضع آخر: أي وما أشبهها منه مما اشتمل على الوعيد الهائل والهول الطائل الذي يفطر الأكباد ويذيب الأجساد. قال تعالى: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً {المزمل: 17}

وقال في موضع آخر: يعني أن اهتمامي بما فيها من أحوال يوم القيامة والحوادث النازلة بالأمم الماضية أخذ مني مأخذه حتى شبت قبل أوان الشيب. اهـ.

وقيل إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم من سورة هود هو قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. ذكر ذلك القرطبي في تفسيره. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه.

وروى عن ابن علي السري أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله: روي عنك أنك قلت: شيبتني هود؟ قال: نعم، فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ فقال: لا، ولكن قوله: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. انتهى من تفسير القرطبي.

ولا مانع من أن يكون ذلك كله هو الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني