الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهجر فوق ثلاث يشرع بشروط

السؤال

تشاجرت مع زميلة وبالأحرى هي التي بدأت بسوء الظن وذكرت لي بأنها لا تريد صداقتي، وأن ليس بيني وبينها سوى السلام، وهي لا تحدثني أبداً وأنا أيضا أتجنبها لسوء طباعها وسلاطة لسانها وحبها للقيل والقال والسخرية من الناس، ولست أنا الوحيدة فالكثير من زميلاتي لا يحدثنها لسوء طباعها كذلك، وهي مشهورة كذلك بين الموظفين الرجال، وقد ذكرت لي مرة أنها كانت تكرهني ونيتها سيئة نحوي في وقت كنت معها بغاية الطيبة وصفاء النية.. سؤالي: هل أنا آثمه لمقاطعتها مع أنني لم أبدأ، ولكني في نيتي بأن لا أحدثها مع أنني حاولت محادثتها بالهاتف بعد المشاجرة مكالمة عمل ولكنها أغلقت السماعة في وجهي.. والحمد لله هو إنقاذ من الله منها وحفظ لأني خلال وقت الصفاء معها حلمت بثعبان لا أدري أعضني أم لا، ولكني عضضته وقتلته وفسر لي بصديقة تحاول إيذائي وأول ما خطر لي هي... لسوء طبعها، هل من الممكن أن أكون قد ظلمتها مع أنني متأكدة أنها هي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أنه يحرم هجران المسلم فوق ثلاث إلا لوجه شرعي، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام. رواه البخاري.

ولكن أهل العلم قد أباحوا الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجر ضرراً على المرء، قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.

وعليه؛ فلا نرى أن عليك إثماً فيما قررته من مقاطعة زميلتك التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، والأفضل أن لا تيأسي من نصحها والصفح عنها، وأما محاولة استرجاع صداقتها، فإن كنت تخشين منها تأثيراً على دينك فاجتنبيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني