الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السنة وحي كالقرآن وليست مقصورة على فهم القرآن

السؤال

هل من الممكن أن تكون السنن عن الرسول صلى الله عليه وسلم مذكورة في القرآن، وقد خص الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بفهمها؟
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يبعد أن تكون كثير من السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فهمها من القرآن، وقد قال الشافعي رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن.

ولكن هذا لا يعني أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون موجودا في القرآن، وقد ثبت في السنة أشياء كثيرة أنها أوحيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي ليست من القرآن، ومن ذلك ما رواه الجارود في المنتقى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وكذلك البيهقي في شعب الإيمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما فقال: كيف تبيعه؟ فأخبره فأوحي إليه أن أدخل يدك فيه فأدخل فإذا هو مبلول... الحديث.

وكثير من الأمور الغيبية كأشراط الساعة بتفصيلها أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوجد تفصيلها في القرآن كالجنة والنار اللتان مع الدجال.

وبهذا تعلم أن السنة وحي كالقرآن، وليس الأمر مقصورا على فهم القرآن فقط.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: (13/363): والسنة تتنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لا أنها تتلى كما يتلى. اهـ.

ولبيان مكانة السنة النبوية نحيلك للفتوى رقم: 4588، والفتوى رقم: 6417.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني