الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

نحن مجموعة من العرب السودانيين -تسعة أشخاص- متواجدون في دولة الهند بغرض الدراسة لمدة لا تتجاوز العامين والنصف وقد أقبل علينا شهر رمضان، تقصينا أحوال المسلمين هنا فوجدنا أن الجاليات العربية تصوم وتفطر على صيام أهل مكة، أما الهنود المسلمون فإنهم يعتمدون على التقويم ولا يتحرون رؤية الهلال كما قيل لنا، سمعنا بعض الفتاوى تقضي بأن نصوم كما يفعل أهل البلد فصمنا كما يصوم أهل الهند أي بعد يومين من مكة، ولكن في اليوم الأول من رمضان تبين لنا أن هذا الهلال الظاهر هو على الأقل هلال يومين، كما أن هناك بعض الإخوة لنا قد صاموا مع أهل مكة وآخر صام اليوم الثاني مع أهل عمان، فنرجو الإفادة حول الوضع الشرعي وما يترتب علينا؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام لرؤية هلال رمضان، فقال: صوموا لرؤيته. ويثبت الهلال برؤية العدل الواحد، ولا عبرة بالحساب على الراجح عند جماهير أهل العلم، فإن لم ير الهلال وجب إتمام شعبان ثلاثين يوماً.

فإن أتم الناس شعبان ثم بدا لهم الهلال كبيراً في أول ليلة من رمضان أو ثانيه فلا عبرة بذلك، وما فعلوه هو الصواب، ولكن وقع النزاع بين العلماء فيما لو رئي الهلال في بلد دون غيره هل يلزم سائر البلاد الصيام أم أن لكل بلد رؤيته، نحن نرجح أن لكل بلد رؤيته، لكن من عمل بالقول الأول لا حرج عليه.

وعليه.. نقول للإخوة السائلين إن كنتم قد صمتم يوم صام الناس في الهند فصومكم صحيح ولا شيء عليكم، إذ يبعد أن يتواطؤوا على تأخير الصيام بعد أن رأوا الهلال وفيهم علماؤهم، ومن صام عملاً برؤية بلد آخر فلا حرج عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني