الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب تبيين ما يكرهه المشتري من السلعة

السؤال

سؤالي يا فضيلة الشيخ أنا أشتغل في صنع الحلويات الشرقية وعند صنع الحلو ووضعه في الصينية أضعه في الفرن، وهذا الفرن فيه ثلاث طوابق وعند تحريك الصينية داخل الفرن أو إخراجها يسقط بعض القطع الصغيرة أو نقاط سود على الصينية التي تكون من الأسفل وهذا يكون نتيجةالاحتكاك بين الصينية والحديد الذي يحمل الصينية، وهذا كذلك يحدث معنا في حاملة الصواني وهي عبارة عن حاملة تحتوي على عدة طوابق توضع فيها الصواني. ما حكم بيع الحلو وهو عليه بعض هذه القشور السوداء أو النقاط؟ مع العلم أن مُعلمي قال لي لا شيء في ذلك. أفتوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت تلك القشور السوداء أو النقاط لا تحمل شيئا من الضرر على المستهلك، ولا يعافها الناس لو علموا بها، فلا حرج في الاشتغال بهذه الصناعة مع وجود هذه القشور.

وإن كان في الإمكان أن تجلب تلك القشور والنقاط ضررا فالواجب التوقف عن بيع أي شيء منها للناس، لما ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد في مسنده وهو أيضا في سنن الدارقطني.

وإن كانت لا تحمل ضررا، ولكن الناس لو علموا بها لعافتها نفوسهم، فالواجب حينئذ تبيين أمرها عند بيعها أو تصديرها، بكتابة ذلك على العلب أو الأكياس، لأن البائع إذا علم في سلعته ما لو علم به المشتري لكرهه لكان من واجبه أن يبينه. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: ووجب تبيين ما يكره... وقال الخرشي شارحا: أي وجب على كل بائع -مرابحة أو غيرها- تبيين ما يكرهه المبتاع من أمر السلعة المشتراة, وتقل به رغبته في الشراء...

وإذا كان صاحب العمل لا يرضى بشيء من ذلك فالواجب ترك العمل معه؛ لأن العمل عنده يعتبر مساعدة على الإثم، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني