الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبق اللسان لا يمنع صحة العقد

السؤال

عندي سؤال شاغل تفكيري كثيرا وأريد أن أرتاح.
السؤال/ قبل شهر تقريبا عقدت قراني على فتاة وعندما أتى الشيخ لإكمال عقد الزواج وطلب مني وضع يدي في يد ولي الفتاة (أخوها)، طلب من ولي الفتاة أن يقول زوجتك فلانة.. إلى آخره ، وبعد ذلك طلب مني الرد بقول قبلت بالزواج من شقيقته....ولكن أنا من الارتباك لم أقل شقيقته بل قلت (شقيقتي)....فهل يعتبر عقد الزواج صحيحاً ، الرجاء الرد على سؤالي هذا لأنه من هذا اليوم وأن أفكر ماذا أفعل.....مع العلم أن لا أحد يعلم بالموضوع وموعد العرس قريب.....وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخطأ المذكور الناتج عن سبق لسان لا يؤثر في صحة العقد، فالعقد صحيح باطنا أي فيما بينك وبين الله عز وجل، ما دام قصدك شقيقته، فإن العبرة بما في القلب، قال ابن قدامة: فصل: ومحل النية القلب؛ إذ هي عبارة عن القصد، ومحل القصد القلب، فمتى اعتقد بقلبه أجزأه، وإن لم يلفظ بلسانه، وإن لم تخطر النية بقلبه لم يجزه. ولو سبق لسانه إلى غير ما اعتقده لم يمنع ذلك صحة ما اعتقده بقلبه. انتهى.

وذلك أن سبق اللسان مما عفا الله عز وجل عنه لأنه غير داخل تحت الاختيار. قال ابن القيم: فإن خواطر القلوب وإرادة النفوس لا تدخل تحت الاختيار، فلو ترتبت عليها الأحكام لكان في ذلك أعظم حرج ومشقة على الأمة.. والغلط والنسيان والسهو وسبق اللسان بما لا يريده العبد بل يريد خلافه.. من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه؛ فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة وأصابها غاية التعب والمشقة، فرفع عنها المؤاخذة بذلك كله. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني