الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل فقهية ودعوية متنوعة

السؤال

قبل أن أبدأ: أشهد الله أني أحبكم فيه وأشكركم على هذا الموقع. أقيم بألمانيا في مدينة صغيرة فيها 3 مساجد لجماعات تركية وتكون خطب الجمعة باللغة التركية ما عدا الآيات والأحاديث فبالعربية. والآن لمحة عن كيفية الصلاة فيها:
- الإمام يصلي بمكان مرتفع قليلا عن المصلين
- بعد الفريضة ينتشر المصلون ليصلّوا الرواتب ثم تكون الأذكار بصفة جماعية: أحد المصلين يتكلم والآخرون سرّا.
- تكون الصلاة سريعة وغالبا لا أكمل قراءة الفاتحة ولا أتمكن من الدعاء لا في الركوع ولا في السّجود.
- ليس هناك عمل دعوي لغير الناطقين للغة التركيّة, سواء العرب أو غيرهم.
- يحتفلون بالأعياد المبتدعة, بدون منكرات, ولكن هذا الأمر في حد ذاته بدعة, صحيح أم لا؟
ما أردت أن أقوله هو أن هذه المساجد فيها مخالفات ووصفت ظاهرها.
1. هل تدخل هذه المسائل في البدعة وما حكم الصلاة في هذه المساجد؟
2. كيف أتعامل مع أصحاب هذه البدع أو رواد هذه المساجد بصفة عامة الذين لا ينكرون شيئا؟ هل أهجرهم؟ هل أصبر عليهم لعل الله يهديهم وأحاول نصحهم؟المشكلة أن 80% منهم يعتقدون صحّتها والبقية يقول إذا خاطبته "بدعة حسنة" وينكرون عليّ أمورا واردة في السنة مثل كيفية الصلاة وعدم صلاة الرواتب البعدية في المسجد؟
تعرفت هنا على بعض الإخوة وهم أقل من 10, وأحسبهم يريدون الخير ولا أزكي على الله أحدا. لكن معظمنا غير متمكّن من مسائل الدين جيّدا. لكنّنا والحمد لله نريد تطبيق السّنة والدّعوة إليها ونجتهد ما استطعنا.
3. هل يجب علينا إقامة مسجد على السنة وعلى منهج أهل السنة والجماعة؟ أو هل يجوز هذا لأنه قد يترتب عليه التفرقة بين المسلمين, خاصة لأننا نريد في حالة وجود المسجد أن نصلي به الجمعات وتكون الخطبة بالعربية وبالألمانية حتى نستفيد؟
4. في حالة عدم مشروعية إقامة المسجد أو عدم نجاحنا, هل يجوز أن نلتقي مع الإخوة ويقوم أحدنا بقراءة بعض الأحاديث وترجمتها أو تدارس بعض الكتب الجيدة كشرح العقيدة الواسطية ومحاولة الدعوة على بصيرة وبالعودة إلى المراجع الموثوق بها مع العلم أن المجتهد منا قد يخطئ. أو نكتفي بتوزيع بعض الأقراص المحتوية على سمعيات ومرئيات لبعض الدعاة أو المشايخ؟ جزاكم الله كل خير ووفقم لما يرضاه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإجابة على سؤالك تقتضي التنبيه على عدة أمور:

1ـ ارتفاع مكان الإمام يسيرا عن مكان المأمومين جائز ولا حرج فيه، كما تقدم في الفتوى رقم: 75844.

2ـ من الأفضل أداءُ السنن الراتبة في البيت ومن أداها في المسجد فقد ترك الأفضل، وراجع الفتوى رقم: 71461.

3ـ الذكر الجماعي إذا كان محددا بوقت معين مع المداومة عليه فهو بدعة محدثة كما في الفتوى رقم: 8381.

4ـ قراءة الفاتحة ساقطة عن المأموم الذي ركع إمامه قبل تكميلها، وراجع الفتوى رقم: 31636.

5ـ الدعاء في الركوع والسجود من الأمور المستحبة ولا تبطل الصلاة بتركه، وراجع الفتوى رقم:60485، والأهم حصول الطمأنينة في الأركان.

6ـ الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة محدثة كما تقدم في الفتوى رقم: 1888. ولا يجوز إحداث عيد غير عيدي الفطر والأضحى، وأولى بالمنع إن كان الاحتفال بعيد من أعياد الكفار. وراجع الفتوى رقم: 3324. وللمزيد راجع الفتوى رقم: 69981.

7ـ ما ذكرته ليس بمانع من الصلاة في تلك المساجد، وكيفية معاملة المبتدع قد سبق بيانها في الفتوى رقم:19998، والفتوى رقم: 24369.

7ـ عبارة [بدعة حسنة] قد يستخدمها بعض الناس أحيانا ومعناها الشرعي قد سبق توضيحه في الفتوى رقم:55923، والفتوى رقم: 55499.

8 ـ ما دام بناء مسجد جديد سيترتب عليه تفريق جماعة المسلمين فلا يشرع لكم حينئذ إنشاؤه، بل عليكم بذل الجهد في محاربة البدع مع نصح أصحابها بحكمة ورفق. أما بناء مسجد آخر فإنه يفيت دعوة هؤلاء والاجتماع بهم وقد يساهم في تفرقة كلمة الجماعة هناك.

9ـ ضرورة التفقه في الدين ففي ذلك خير كثير، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 18607، والفتوى: 64133.

10ـ بذل الجهد في سبيل تفقيه المسلمين في أمور دينهم بأي وسيلة نافعة، ويمكنكم الجمع بين تدريس بعض الكتب النافعة في المسجد إذا وجدتم من لديه القدرة على ذلك، وبين توزيع بعض الأقراص التي تشتمل على محاضرات مفيدة لبعض الدعاة المشهورين بالرسوخ في العلم والاستقامة.

وإذا لم يكن فيكم من لديه القدرة على التدريس فليأخذ أحدكم كتابا مبسطا وليقرأه على الناس مع الحذر من أن يقول في دين الله تعالى ما ليس له به علم. وراجع الفتوى رقم: 8580، والفتوى رقم: 7583. وفيما يخص خطبة الجمعة باللغة التركية فيمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 12857.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني