الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في إرسال رسائل يحتوي بعضها على الحرام

السؤال

سؤالي لكم يدور حول الرسائل القصيرة والرجاء الإجابة عليه باعتناء ارجوكم : طلب مني أن أهيء مخططات وملفات ومعلومات مرسلة ومحتويات لخدمات جديدة تبث للموبايلات مثال : أرسل حرف ب واحصل على معلومات كذا (عن الأبراج أو الشعر أو نكت أو حديث نبوي من الصحيحين أو دعاء ) وأيا كان المحتوى الذي نسعا أن نقدمه للشخص الذي يرسل هذه الرسالة فلا بد أن نعلمكم أننا لم ننشأ هذه الخدمة لسواد عيونه بل لكي تستفيد الشركة وتدخل لها الأموال الطائلة .... سؤالي قبل أن أقبل هذا العمل : أنا أعرف أن الأبراج حرام مثلا ولكن لا أعلم هل الدعاء أو إرسال حديث صحيح ما حكمه ؟ حسنا وإذا كان هذا الإرسال يكلف الشخص مثلا بكل مسج 2 أو 3 درهم كأن يرسل مثلا حرف د ويتلقا 5 أدعية مختلفة ومن ثم تكسب الشركة 3 درهم تخصم من جواله . حسنا وما حكم الشرع إذا كانت هذه الخدمة تافهة ولاتقدم شيئا للزبون كالنكت والأبراج أو من تعرف على شخصيتك من خلال كذا وكذا ... علما أن الشركة تريد شخص واحد فقط يقوم بكل هذه الأعمال وأنا في الغربة ولا أستطيع أن أقبل خدمة وأرفض البقية ... هذا غير منطقي بالنسبة للشركة . علما بأنني غير مضطر لهذا العمل فهو إضافي بالنسبة لي ... وسيحددو لي نسبة من هذه الخدمات نسبة من العائد الذي ستعيده للشركة وليس راتب محدد لقاء عمل محدد ولكن أستطيع أن أغير العقد إلى راتب ثابت وأريد الحكم في ذلك أيضا .. أما الآن فأنا أعمل بشركة (عملي الأساسي وهي بنفس المجال وتحتوي الكثير من التفاهات والأمور التي لا يرضى عنها الشرع بالإضافة للمسابقات التي تدر الأموال الطائلة للشركة وقد سألت رجل دين وقال لي إن لم يكن لديك عمل آخر فابقى بالشركة إلى أن تجد عمل أفضل من عملك الحالي فإن وجدت فانقل عملك أنا شاب سوري ولا أستطيع العودة إلى بلدي والاستقرار فيه لأن عندي خدمة علم (جيش ) ويجب أن أتم 5 سنوات مستمرة في دول الخليج بإقامات محددة وبقي لي 3 سنوات مستمرة أما أنا شخصيا فغير مرتاح لهذا العمل الإضافي ولا للعمل الذي أقوم به غير مسرور به على الإطلاق ولكن أمور الاقامات والعمل وقوانينه وعدم تواجد فرص عمل بسهولة اضطرتني إلى البقاء بهذا العمل مع محاولاتي الابتعاد عن ما يغضب الله عز وجل ولكن لا أعلم إذا كان حتى ذلك مقبولا أو لا فأنا شريك معهم في أعمالهم (أنا عبارة عم مدخل بيانات ومهمتي إرسال تلك الرسائل إلى الناس عبر جدولتها في قاعدة البيانات) أرسل كذا وتمتع بآخر الأغاني الشوق والعشق ووووو الخ ؟
جزاكم الله خيرا (أرجو قراءة رسالتي بعناية) شكرا لكم اللهم أجري الثواب على أيدي من بادر بهذا الموقع الكريم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يغنيك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه. واعلم أنه لا يجوز لك العمل فيما من شأنه المساعدة على إرسال الرسائل المتعلقة بالأبراج أو الأغاني الماجنة أو الموسيقية أو نحو ذلك من الأمور المحرمة، وكذلك الرسائل المتعلقة بالنكت ونحوها من الأمور التي لا تنفع ولا تتقوم بمال وذلك لعموم قوله تعالى : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 } وراجع الفتويين : 50387 ، 30415 .

واعلم وفقك الله أن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم : إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه . رواه أحمد .

فإذا كنت لا تستطيع الاقتصار في عملك على ما هو مباح والامتناع عما هو حرام فيجب عليك تركه على الفور سواء كان ذلك عملك الأساسي أو كان عملا إضافيا ما لم تضطر إلى البقاء فيه، بحيث إذا تركته لا تجد ما تأكل أو ما تلبس ونحو ذلك ، فإذا كان الأمر كذلك فيجوز لك البقاء فيه حتى تجد عملا غيره تندفع به الضرورة، علما بأن الضرورة تقدر بقدرها. هذا، واعلم أنه لا يجوز الانتفاع من دخل هذا العمل إلا بمقدار ما كان مقابل عمل مباح كإرسال الرسائل المباحة كالأدعية والأحاديث ونحو ذلك ، وما بقي فإنه يصرف في مصالح المسلمين كإعانة الفقراء والمساكين وبناء المستشفيات الخيرية ونحو ذلك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني