الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من الزوج الذي يطلب ما لا يرضى قبل الاستمتاع

السؤال

أثابكم الله وسدد خطاكم وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم : تزوجت منذ سنة تقريبا وأحب زوجي جدا وزوجي يحبني جدا و هو متدين وعلى خلق حسن ومحل احترام جميع الأهل والأصحاب وهو طبيب ناجح في عمله ولله الحمد ، ولكن المشكلةهي أن زوجي يطلب مني قبل البدء بالمعاشرة الزوجيه أمورا تسعده كثيرا وتثيره جدا كبداية للعلاقة الجنسية الكاملة الطبيعية ولكن هذه الأمورغريبة جدا ..فهو يطلب مني أن أصفعه على وجهه وأن أركله على وجهه بقدمي دون أذية طبعا وأحيانا يطلب مني أن أرتدي حذائي وأن أطلب منه أن يقبله بصيغة الأمر...و أحيانا يستلقي على الأرض ويطلب مني أن أدعسه بقدمي بينما يقوم هو بتقبيل قدمي وحتى لعق حذائي في بعض الأحيان ..و في مره واحده فقط سجد لي ووضع وجهه عند قدمي وقبلهما ثم اتفقنا ألا يكررها لأننا اعتقدنا أنها معصية وإن كانت غير مقصودة. يستمر على هذه الحال لعشر دقائق تقريبا ثم يباشر معي العملية الجنسية الطبيعية وننتهي وقد رضينا نحن الاثنان.أنا أحبه جدا وإذا كان هذا ما يسعده فلا مشكلة عندي..كنت في البدايه أشعر بالإحراج ثم مع التكرار أصبح الأمر متفهما من قبلي. أنا أخاف أن يكون إذلاله بهذه الطريقة محرما حتى لو كان هو راغبه وطالبه. وأخاف أن أفقد احترامي له مع مرور الزمن علما أني أحبه جدا وأقدر مدى عظمة وصعوبة ما ابتلاه به رب العالمين وحسب ما علمت ألا علاج طبي لحالته لأنه طبيا لا يعتبر مريضا. لقد حاولنا كثيرا أن نمارس المعاشرة بشكل كامل وطبيعي ومألوف ..وكان زوجي قادرا بصعوبة بالغة على إتمامها وعلى بلوغ الانتصاب ولكن المشكلة أنه كان باردا جنسيا جدا وعند الانتهاء لم يكن راضيا ومكتفيا نهائيا. وحتى أنا لم أكن مسرورة بهذه النتيجة الباردة وبهذا الانتصاب غير الكامل بل فضلت أن نعود لأسلوبنا القديم فهو مرضي لي بالنهاية على الأقل. رغبته هذه تمارس قبل المعاشرة أما حياتنا اليوميه فتسودها المحبة والود والاحترام والتفهم الكامل لبعضنا.هل يجب أن أرفض ما يطلبه علما أن انزعاجي ليس كبيرا ولا مصيريا. وفي النهاية هل كان يجب أن يخبرني برغباته قبل الزواج أم أنه قد أصاب بستره على نفسه؟آسفة على الإطالة ولكم جزيل الشكر والمودة والتقدير و الاحترام،أفيدونا من علمكم أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يطلبه زوجك منك غريب جدا، وهو فعل غير سوي، وخلق غير مرضي، وقد يكون سببه مرضا نفسيا أو غير ذلك ، ومهما يكن من أمر فصاحبه مريض وعليه أن يعالج نفسه بالذهاب إلى المختصين، ومن ذلك من يوثق بهم ممن يحسنون الرقية الشرعية ، مع كثرة التضرع والالتجاء إلى الله تعالى أن يذهب عنه ذلك ، وأما تقبيله لقدميك ونحوه فليس سجودا ما لم يقصد فاعله السجود والتعظيم، فإن قصد ذلك كفر وارتد عن ملة الإسلام والعياذ بالله ففي الحديث أن أعرابيا قال يا رسول الله : أئذن لي أن أقبل رأسك ورجلك فأذن له، ثم قال يا رسول الله أئذن لي أن أسجد لك. فقال: لا يسجد أحد لأحد، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها . أخرجه المقري في كتابه الرخصة في تقبيل اليد ، وأخرج النسائي وغيره من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها . إذن فتقبيل الرجل وغيرها جائز، وأما السجود لغير الله فهو محرم وكفر، ولا يجوز لك أن تطيعيه إن أمرك بأمر محرم، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل، وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية : 13930 ، 2146 ، 27444 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني