الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية توجيه الابن إذا سرق وحلف بالله كاذبا

السؤال

إخوتي الكرام أنا من عائلة والحمد لله وضعها المادي جيد اكتشفنا في الفترة الأخيرة أن الوضع المادي يتراجع دون أن نشك بأن أحدا يمد يده على أموال البيت ففي تلك اللحظة لا حظنا أن أخي الصغير وهو في الصف الثامن أنه يمد يده على خزنة الوالد ويعطي أصدقاءه رغم أنه ذكي وبريء جدا وقطعته قليلة ويعمل ويشارك في البيت نشيط جدا ولكنه يكذب كثيرا بأساليب ذكية ويحلف إذا سئل عن تلك السرقات واستخدمنا معه كل الأساليب ولكن دون جدوى بالرغم من أننا عائلة لا نحرم من شيء والحمد لله طبعا ضمن الأصول ومع الرغم من ذلك اكتشف الوالد أنه سحب من خزنته حوالي50ألف فحققنا معه وقررنا أصدقاءه فوجدنا أنه أعطى كل واحد 7أو 8 آلاف دون مقابل نسأله لماذا فعلت ذلك لا يجيبنا نسأله من مقصر معه من شيء أيضا لا يرد ونحن محتارون في أمره فهو بريء بشكل طفولي جدا والله حرام أن يكون هكذا أرجوكم أفيدونا في ذلك والله لقد شل تفكيرنا على فعل ذلك ونخاف أن يعود إلى ذلك مرة أخرى الرجاء الإفادة بذلك وجزاكم الله كل خير عنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته عن أخيك الصغير من الكذب والحلف عليه والسرقة، هي –في الحقيقة- أخطاء كبيرة جدا، ولا يجوز أن يتربى عليها المسلم؛ لأن المرء إذا مارس الخصلة الذميمة المرة والمرتين استمرأها واستحلاها واعتادها، حتى تصير له خلقا لا يستطيع التخلص منه إلا بجهد جهيد.

والكذب يجر صاحبه -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

والحلف بالله تعالى كذبا من أعظم المحرمات وهي اليمين الغموس التي ورد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

والسرقة إذا وقعت والابن دون البلوغ فلا إثم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم: "الصبي حتى يشب". أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

ولكن يجب رد المال الذي أخذه ولا حد عليه؛ وينبغي أن يعاقب بما يكفه عن ذلك، مع اختيار الأسلوب المناسب لإشعاره بفداحة ما فعل، حتى ينشأ نشأة إسلامية صحيحة.

وينبغي أن يبادر قبل أن تترسخ عنده هذه العادات السيئة، وليكن ذلك بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة، وترغيبه في طلب العلم الشرعي النافع، ولا بأس بعرض الموضوع على أحد المشايخ الفضلاء ممن يوثق بعلمه وفضله لمقابلة الشاب ونصحه وتأدبيه إن لزم ذلك.

ولا تنسوا أن تدعوا له في أوقات الاستجابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني