الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب الطريق وأخطأ الوسيلة

السؤال

ما رأيكم في الشباب الذي يدخل في الدين دفعة واحدة وبشدة ويحاول تعلم الفقه بالتفصيل ويطلق لحيته ويحرم تهذيبها ويقصر ثوبه وبنطاله ويتحول مرة واحدة إلى مخاصم ومجادل لأهله ولرفاقه وإخوانه وتتحول حياته إلى مجادلة ساخنة يومية ويتشبث بكل دقائق السنة ويعتبر ترك أي سنة إثم ومعصية نأمل أن نجد هدنة مع الشباب المتحمس هدانا الله وإياهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فدخول الشاب في الدين دفعة واحدة وبشدة ومحاولته تعلم الفقة بالتفصيل وإطلاق لحيته وتقصير ثوبه وبنطاله وتشبثه بكل دقائق السنة هو في الحقيقة أمر حسن جدا وهو المتناسب مع قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {آل عمران: 102} والمتناسب مع ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله .... الحديث .

وأما تحوله إلى مخاصم ومجادل لأهله ولرفاقه وإخوانه وتحول حياته إلى مجادلة ساخنة يومية فإنه أمر يتنافى مع تعاليم الدين الحنيف، فقد روى أبو داود بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه . أما أن يعتبر أن كل من ترك أي سنة قد ارتكب إثما ومعصية فهذا من الغلو في الدين. هذا إذا كنت تقصد بالسنن ما دون الواجب من المأمورات .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني