الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بتطليق الزوجة سيئة الخُلق والعشرة

السؤال

أود أن أستشيركم في مسألة، أنا أود أن أطلق زوجتي لأسباب قوية، إنها تطالبني ببيت وأنا ليس في استطاعتي حاليا الحصول عليه، مع العلم بأني اشترطت عليها وعلى والدها أنني سأسكن في بيت أهلي حتى يفتح الله علينا ونحصل على منزلنا الخاص، هي كثيرة النميمة، تحاول الإيقاع وتحقير بعض الناس في عيني، وكانت أعظم مكيدة هي أنها قالت لي إن أبي ينظر إليها نظرات فاحصة، أنا متيقن من أخلاق أبي ولكن مع ذلك حاولت أن أستفسر منه فقال لي وهو يبكي أنها كذبت عليه وتريد أن تخلق العداوة بيني وبينه وأخبرني بأنها ليست زوجة صالحة تلك التي تقوم بهذه الأفعال، تطالبني بمطالب فوق طاقتي وغير معقولة، حيث طلبت مني أن يكتب لنا أبي إذنا للبناء في منزله، مع العلم بأن البيت لا يمكن أن يحتوي إلا على أربعة طوابق وأن عدد إخوتي الذكور ستة والإناث اثنتان، هي تنقل أخباري بالتفصيل لوالديها وإخوتها والدليل على ذلك هو عندما جاءت أمها وأخذتها من البيت بدون إذني حيث كنت بالعمل، فلما لحقت بها قالت لي أمها لو كان أبوك يريد لك الخير لأعطاك البيت الآخر للسكن فيه، مع العلم بأن أبي كان قد رهن البيت الآخر بسبب الديون المتراكمة عليه، وبدأ أبوها يقول لي أن ابنته لن تعود معي إلى البيت الذي فيه أهلي وأن أبي مريض بحب الدنيا وأن مساعدتي لأبي ولإخوتي سينكرونها ولن يعترفوا لي بها وأنني يجب أن أضمن مستقبلي وقال لي بأن أبي قليل الحياء وأن جدتي فاسقة وبدأ يقول لي إن الإنسان الذي يسكن في بيت أهله لا يعتمد على نفسه وقال لي أيضا إنني لو أردت أن أعيش في العز أنا وأولادي فعلي الخروج من بيت أهلي وأكتري، مع العلم بأن هذا حدث قبل عيد الأضحى بحوالي سبعة عشر يوما تقريبا، فلما عدت إلى بيتي بدأت أفكر وأفكر حتى قررت أن أكتري بيتا رغم عدم قدرتي على ذلك، وذلك إنقاذا لأسرتي، قبل أن أكتري ذهبت أنا ووالدي عند والد زوجتي كي يذكر أنه بالشرط الأول الذي ذكرناه عند الخطبة فقال لنا أبوها ذاك كان كلاما واليوم كلام آخر وأن ذلك البيت لن تعود إليه ابنته حتى ولو كان قصرا فسكت أبي وبدأت أنا بالتكلم مع صهري وقلت له ليس باستطاعتي أن أكتري فقال لي ولماذا تزوجت فقلت له ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء فقال لي والله لو أحضرت 1000 بخاري لن أقبل إلا بأن تكتري، فلما عدنا للبيت قال لي أبي إن هؤلاء الناس لم يعد لك معهم الخير، ورغم ذلك تفاهمت مع والداي وذهبت واكتريت بيتا وذهبت لإرجاع زوجتي فلما عدنا جاء معي أبوها كي يتأكد من أنني اكتريت بيتا فعلا، فبدأت زوجتي تقول لي أن البيت صغير وطلبت مني أن تبحث عن بيت أكبر منه فاستجبت لذلك فاكترينا بيتا آخر، وقبل مرور شهر على اكتراء البيت الثاني تكلمت مع زوجتي كي نرجع إلى بيت والدي ونسكن فيه فأنا لا أستطيع الاستمرار في الكراء وأنني فعلت ذلك مضطرا لتعنت والدها، فلما بدأت بالتحدث معها تبين لي أنها لا تريد الرجوع إلى البيت وذلك لأنها أصبحت متيقنة بأن طلباتها سأنفذها كما العادة فما كان مني إلا أن بدأت بذكر ما تعرضت له من أذى من أمها وأبيها وإخوتها بسببها وسببتهم لكن لم أسبها هي وقلت لها إنك أنت لعبة في يد أبيك وأمك وإخوتك، وبعد هدوئي طلبت منها المعذرة فقبلت مني ذلك، وفي الغد وبعد خروجي للعمل نادت على أمها بالهاتف وأتت وأخذتها من جديد، وبعد مرور 10 أيام تقريبا لحقت بها، طرقت الباب فخرج عندي أبوها فقلت له أنا جئتك معتذرا فقال لي تعال لكي يتكلم معك أخوها ذهبنا عند أخيها في المعهد الذي يشتغل فيه فقال لي إنهم جميعا متفقون على أنها لن تعود للسكن معي في البيت الذي يوجد في مدينتنا إلا إذا أرجعها القاضي، وقال لي أبوها أنه أخبر عني لدى السلطات أنني هددتها بالقتل، مع العلم بأنني عندما انفعلت مع زوجتي قلت لها لو كان السبب الذي تضغطين به علي هو الحمل فسوف أقتله، وقلت لأبيها أنني أريد أن أرى زوجتي وأتحدث معها وأن يحكم بيننا قال لي والله لن تدخل بيتيفعدت أدراجي، هي ليست أمينة حيث لما خرجت المرة الأولى أخذت كل النقوذ التي أكسب، علما أنني صليت صلاة الاستخارة بعد خروجها الأول واستشرت أهل الخير والثقات، والآن أنا كاره لها ولأهلها ولا أستطيع الالتقاء بها ولا بأهلها لأنهم مخادعون وماكرون واستغلت هي معاملتي الحسنة لها، ومن بين المسائل أنها تساومني، حيث إنها بعض المرات أدعوها للجماع فتأبى وتطلب مني التأجيل فأستيقظ محتلما وتبدأ هي بالضحك لما أخبرها بذلك، عذراً على الإطالة، فهل هذه أسباب شرعية للطلاق، وادعو لي بأن يعوضني الله عنها خيراً؟ وجزاكم الله عني خيراً.. وأحسن إليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق هو آخر العلاج، ولا ينبغي للزوجين اللجوء إليه إلا إذا استحالت العشرة بينهما، وإذا كان حال زوجتك وأهلها كما ذكرت فلا حرج عليك في فراقها، بل ربما يكون هو الأولى في مثل هذه الحال لاستحالة العشرة وفشل محاولات الإصلاح، قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني مبينا أضرب الطلاق وما يعتريه من الأحكام الشرعية: .... والثالث: مباح، وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة، وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض بها، والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل: الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة... وانظر الفتوى رقم: 48538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني