الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين المني والمذي

السؤال

أشعر بشيء من الضعف بعد أن يقبلني زوجي ولكن استمتاعي بقبلاته والرغبة في الاستمرار فيها لا يتوقف بعد هذا الضعف أو التعب، فهل إذا وجدت سائلا أبيض بعدها فهذا يعتير منيا أم مذيا، رجاء الإجابة دون إحالتي إلي فتاوي سابقة، أثابكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السائل الذي ينزل في مثل هذه الحالة غالباً هو المذي وليس المني، وبالتالي فلا يجب منه الغسل وإنما يجب منه غسل الفرج فقط، وهو ناقض للوضوء أيضاً، وقد أوضح أهل العلم الفرق بين المني والمذي وصفات كل واحد منهما، قال النووي في المجموع في الفقه الشافعي: وأما مني المرأة فأصفر رقيق، قال المتولي: وقد يبيض لفضل قوتها، قال إمام الحرمين والغزالي: ولا خاصية له إلا التلذذ وفتور شهوتها عقيب خروجه ولا يعرف إلا بذلك، وقال الروياني: رائحته كرائحة مني الرجل فعلى هذا له خاصيتان... إلى أن قال: وأما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه ويشترك الرجل والمرأة فيه، قال إمام الحرمين: وهو أغلب فيهن من الرجال. انتهى بتصرف يسير.

وقال النفراوي في الفواكه الدواني في الفقه المالكي: وهو أي المذي ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة المعتادة. انتهى.

وبهذا يعرف أن العلامة الفارقة التي يتميز بها المني هو كونه يخرج بتلذذ أي يشعر الإنسان بلذة لخروجه ثم يعقب ذلك فتور للشهوة، أما المذي فإنه يخرج حال اللذة، ولكن لا يتلذذ الشخص بخروجه، وأما اللون فالغالب أن المني من المرأة أصفر كما حكى النووي، ولكنه قد يكون أبيض عند بعض النساء، ومن شك هل الخارج منه مني أو مذي فله أن يتخير بينهما، فإذا جعله منياً وجب عليه الاغتسال وإن جعله مذياً وجب عليه غسله من ثيابه وبدنه ووجب عليه الوضوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني