الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الداعي إلى الله أجرة

السؤال

العامل في مجال الدعوة ويتلقى راتبا، لو نوى وجه الله وأن ينفع الله به، فهل يثاب، أم أنه قد نال حظه بذلك المال الذي يتلقاه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع شرعاً أن يأخذ الداعية أو المعلم أو المفتي أو المحتسب أو مثلهم راتباً على عمله إذا كان متفرغاً له، وذلك على الراجح من أقوال أهل العلم، وذلك لما رواه البخاري وغيره: أن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا بحي من أحياء العرب، فلدغ سيدهم، فقرأ عليه أحد الصحابة القرآن الكريم فشفاه الله وأخذوا على ذلك أجراً وأخبروا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله.

قال العلماء: والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، بل قال بعض أهل العلم: إن على السلطان المسلم أن يفرض لمن يتفرغ لتعليم الناس وفتواهم، ومثل ذلك الدعوة إلى الله تعالى فهي من أوكد الواجبات.

وعلى ذلك، فإن الداعية الذي يقصد بعمله وجه الله تعالى، ويأخذ على عمله معاشاً أو مرتباً لا ينقص ذلك من أجره ما دام مخلصاً، وإن كان الأفضل له التطوع إذا كان يستطيع. وسبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 34050، والفتوى رقم: 34375 نرجو أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني