الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم امتناع المرأة عن معاشرة زوجها المدخن تأديبا له

السؤال

زوجي يدخن وأنا منذ 15 سنة أنصحه بتركها، ولكنه يراوغني وقد أصبت بحساسية بالصدر وعولجت منها، ولكني أتضايق من رائحة تدخينه أثناء العلاقة الزوجية ولم أعطه ما يريد لأنني لم أكن مرتاحة، فماذا أفعل غير النصيحة لأنني مللت منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن لا تملي من النصيحة لزوجك، لأن من حقوق المسلم على أخيه المسلم النصح له؛ لما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. وليس من شك في أن الزوج أولى بذلك من عامة الناس، لأن في صلاحه صلاح حال الأسرة واستقامتها على الدين، وفي مخالفته للشرع ضرر على الأسرة بحكم سلطته ونفوذه، ومن هنا ندعوك أن تتوجهي إلى ربك سبحانه وتعالى بأن يبغض إلى زوجك شرب الدخان، ولتضيفي ذلك إلى ما كنت تقومين به من النصح له، وينبغي أن تبيني له حرمة التدخين ومضاره، ولا بأس بأن تطلعيه على بعض الفتاوى في ذلك، ومنها الفتوى رقم: 1819.

وبخصوص ما ذكرته من أنك لا تعطينه ما يريد، فإن كان ذلك بسبب ما ذكرته من التضرر بتدخينه، فإن ذلك من حقك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك.

ولأن هذا يندرج تحت القاعدة الفقهية المشهورة: الضرر يزال، وأما إذا جاءك في وقت لم يكن له بالتدخين عهد قريب، ولم يكن فيه من الرائحة ما تتضررين به فليس من حقك أن تمتنعي منه على سبيل التأديب له، لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح. ونسأل الله أن يصلح شأنك، ويزيل عنك هذا الضرر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني