الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستأذن إمام المسجد لإقامة جماعة ثانية

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..هل يلزم استئذان الإمام قبل أداء الصلاة بالنسبة إلى الجماعة الثانية أم يصلي الناس دون استئذان الإمام؟.سواء كان الإمام يلقي درساً بعد انتهاء الجماعة الأولى أم لا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الراحج والذي عليه أكثر أهل العلم هو: جواز الجماعة في المسجد مرتين، لحديث أبي سعيد الخدري أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر، فدخل رجل من أصحابه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما حبسك يا فلان عن الصلاة؟" قال: فذكر شيئاً اعتل به. قال: فقام يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه". قال: فقام رجل من القوم، فصلى معه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
ففي الحديث دلالة على جواز أن يصلي القوم في مسجد قد صلي فيه مرة.
قال الترمذي: وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
وغيرهم من التابعين، قالوا: لا بأس أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صُلي فيه، وبه يقول أحمد وإسحاق.
واختار الشافعي وآخرون الصلاة فرادى، وحيث قلنا بجواز الجماعة في المسجد الذي قد صُلي فيه يكون استئذان الإمام غير لازم، لعدم حقه في المنع، سواء كان يلقي درساً بعد الصلاة في المسجد أم لا.
وإن استأذنت الجماعة الثانية الإمام الراتب كان ذلك أولى لأن من حجج الذين منعوا إقامة جماعة ثانية في المسجد أن ذلك قد يفعله بعض الناس قدحاً في الإمام الراتب فيكون في استأذانه تطيب لخاطره وإبعاد ذلك القصد الذي قد يتوهمه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني