الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعطاء ترجمة معاني القرآن الكريم لغير المسلم

السؤال

هل يجوز لي أن أعطي المصحف المترجم بلغة هندية مع نص عربي لغير مسلم؟ فقد أعطيت نسخة من قبل؟ آمل الإجابة في ضوء الكتاب والسنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز ترجمة نصوص القرآن الكريم، لقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2]. ولقوله تعالى: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 195].

وأما ترجمة معانيه، وتفسيره بلسان قوم آخرين، فجائزة، بل قد تكون واجبة لبيان عظمة القرآن، وحجيته ومحاسن أحكامه، ولأداء واجب البلاغ لمن لا يحسن العربية، ويشترط لذلك أن تكون ممن فهم معنى الآيات فهماً صحيحاً، كي تستطيع التعبير عنها باللغة المترجمة إليها تعبيراً دقيقاً يفيد المقصود من نصوص القرآن الكريم.

قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم، فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك، وكانت المعاني صحيحة. كمخاطبة العجم: من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم، فإن هذا جائز، وحسن للحاجة... وكذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلى تفهيمه إياه بالترجمة. اهـ.

ولا تعتبر ترجمة معاني القرآن الكريم بغير العربية قرآناً، ولا تنزل منزلته من جميع النواحي، إذ هي نظير تفسيره باللغة العربية لتقريب معانيه، وللمساعدة على تدبره وفهمه، واستنباط أحكامه، وتفسير القرآن لا يسمى قرآناً، وعلى ذلك، فيجوز إهداء نسخه من ترجمة معاني القرآن الكريم لغير المسلم، لكن بشرط ألا تصحب بنص عربي منفرد عن ألفاظ الترجمة، أو متخلل لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني