الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة جابر بن عبد الله، وخبر والده الذي قتل يوم أحد

السؤال

من هو جابر بن عبد الله بن حرام؟وهل ما قيل من أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) حفر قبر جابر ثم نام رسول الله يبارك مكان نوم جابرفي قبره ، ثم نام ليلة دفن جابر حتي الصباح صحيح؟ بارك الله فيكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلم يمت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما ‏كانت وفاته سنة ثمان وسبعين أو سبع وسبعين من الهجرة. قال الذهبي في سير أعلام ‏النبلاء (3/194): ( وكان آخر من شهد العقبة موتاً رضي الله عنه قال الواقدي ويحى بن ‏بكير وطائفة: مات سنة ثمان وسبعين. وقال أبونعيم: سنة سبع وسبعين) والذي توفي في ‏حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو أبوه: عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه، قتل ‏شهيداً يوم أحد.‏
ولم يرد نص يذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في قبر عبد الله يباركه. وإنما ‏الثابت أن رسول الله صلى الله عله وسلم صلى عليه مع قتلى أحد، ثم دفنه وصفيه عمرو ‏بن الجموح في قبر واحد، ثم نقله جابر إلى قبر مستقل وحده بعد ستة أشهر لما جاء ‏السيل فاحتفر قبره، ولما احتفر معاوية القناة نقله جابر مرة أخرى لمكان آخر، وكان ذلك ‏بعد ستة وأربعين عاماً.‏
فوجده كهيئته يوم دفنه لم يتغير منه شيء، إلا تغير يسير في أذنه. ففي صحيح البخاري ‏عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن ‏أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هيئة غير أذنه. وقال ‏ابن حجر رحمه الله في الفتح (3/276): ( وقد ذكر ابن إسحاق القصة في المغازي فقال: ‏حدثني أشياخ من الأنصار قالوا: لما ضرب معاوية عينه التي مرت على قبور الشهداء، ‏انفجرت العين عليهم، فجئنا فأخرجناهما -يعني عمراً وعبد الله - وعليهما بردتان قد ‏غطي بهما وجوههما، وعلى أقدامهما شيء من نبات الأرض، فأخرجناهما ينثنيان تثنياً ‏كأنهما دفنا بالأمس. وله شاهد صحيح عند ابن سعد من طريق ابن الزبير عن جابر ) ‏انتهى .‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني