الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما قاله الحجاج بن يوسف في أهل العراق لا اعتبار له

السؤال

أريد أن أعرف ماذا كان يقصد على بن أبي طالب بقوله: (العراق شعب الشقاق والنفاق)، فهل يوجد لذلك حادثة، لأن كثيرًا من الناس يستعملها مع كل الناس؟ فأريد أن أعرف ما هي قصة هذا الكلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن هذا القول لا يؤثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حسبما اطلعنا عليه من كتب التاريخ، وإنما يؤثر كلام مشابه له قاله الحجاج بن يوسف في إحدى خطبه المشهورة، لما جاء والياً إلى العراق من طرف عبد الملك بن مروان.

نقل الطبري في تاريخه: أنه لما كان اليوم الثالث من مقدمه سمع تكبيراً في السوق، فخرج حتى جلس على المنبر فقال: يا أهل العراق وأهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، وإني سمعت تكبيراً ليس بالتكبير الذي يراد الله به في الترغيب، ولكنه التكبير الذي يراد به الترهيب، وقد عرفت أنها عجاجة تحتها قصف... الخ كلامه.

ولا شك أن الحجاج رجل ظالم سفاك دماء، قتل من الصحابة والتابعين لهم بإحسان خلائق لا تحصى، فلا يعني وصفه لأهل العراق بالنفاق، وغيره أنهم على وفق ما وصف، بل إن العراق كانت وطناً لكثير من الصحابة، وأئمة التابعين، والعلماء البازين، فأربعة من القراء السبعة عراقيون، والإمامان أحمد وأبو حنيفة عراقيان، وأكثر أئمة النحو والفقه والحديث عراقيون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني