الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالنذر على الفور أم على التراخي ؟

السؤال

كنت أشاهد المواقع الجنسية على النت ولكن أقلعت عنها حلفت إذا دخلت إليها مرة ثانية أن أصوم ثلاثة أيام ولكن دخلت بعدها لمرة واحدة ثم خرجت ولم أدخل إليها منذ مدة سؤالي هل يجب أن أصوم الآن أو أؤجل الصيام إلى الشتاء لأن الآن صيف والنهار طويل جداً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله خيراً على إقلاعك عن ممارسة هذا الأمر المحرم، والذي يتنافى مع شكر نعمة الله تعالى بالصحة والعافية والأمن، ويجب عليك أن لا يغريك الشيطان، ويسول لك مواقعة ذلك الأمر المحرم مرة أخرى.
وعليك أن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، وأن تصاحب الصالحين المصلحين، وتبتعد عن الفاسدين المفسدين، فإن المرء يتأثر بصاحبه في الخير والشر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" متفق عليه.
أما جواب ما سألت عنه، فإنه يبدو من سؤالك أنك نذرت أن تصوم ثلاثة أيام إن فعلت ذلك الفعل، وأكدت نذرك بالقسم على الوفاء به.
وعليه، فقد لزمك صوم تلك الأيام، والأولى أن تصومها فوراً قبل أن يمنعك مانع من موت، أو مرضٍ، أو شاغل غير ذلك، وخاصة أن الأيام قليلة، ويمكنك أن تصومها متفرقة- إن لم تكن قد نويتها مجتمعة -، وتختار الأيام التي بإمكانك أن لا تخرج فيها من البيت مثلاً، وإن أخرت صيامها إلى الشتاء، فلا نرى ما يمنع من ذلك على أن المبادرة أولى لما تقدم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني