الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لبس الشماغ وغيره مما كتب عليه عبارة (إنجليزي أصلي) هل يدخل في التشبه؟

السؤال

نعلم أن الإسلام حرم التشبه باليهود والنصارى وذلك حسب اعتقادي لكيلا يفضل المسلم هيئة من هيئاتهم على هيئته فيقلدها وعندنا في الخليج بشكل عام يحرص الجميع بما فيهم المطاوعة على أن يكون اللباس الذي يرتدونه أجنبيا ًمن الشماغ إلى الحذاء ويجعل الماركة ظاهرة (إنجليزي أصلي) مثلاً أليس في هذا تفضيل لهم أليست العلتان متشابهتين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلاشك أن المخالفة لليهود والنصارى، ومن على شاكلتهم أمر مقصود للشارع، وأن التشبه بهم منهي عنه في عامة أمورهم الدينية والدنيوية، فقد جاء في الأحاديث الصحيحة الأمر بمخالفتهم، والنهي عن التشبه بهم، إذ "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أبو داود وأحمد وحسنه السيوطي، وصححه الألباني.
لكن ما ذكره السائل من ارتداء الثياب التي نسجوها، ولبس الأحذية التي صنعوها ليس من التشبه، ما دامت هذه الثياب، وهذه الأحذية تختلف عن زيهم الخاص بهم، وإنما هو من باب التعامل معهم والاستبضاع منهم، وهو أمر جائز، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع اليهود بيعاً وشراء، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل.
مع أن الأولى بالمسلمين أن تكون جميع احتياجاتهم من ملبس ومطعم وغير ذلك من صنعهم وإنتاجهم، لما في ذلك من التعاون بينهم، وربط العلاقات وتنميتها، ومن صفات المؤمنين أنهم يشد بعضهم بعضاً، كما في الحديث الصحيح، ولا شك أن استيراد بضائع الكفار والرغبة فيها مع وجود البديل عنها عند المسلمين، ينافي ما وصف به المسلمون من التعاون والتراحم، وشد بعضهم لبعض.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني