الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة البريئة وخطوات الشيطان

السؤال

بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء على ما تقدمونه على موقعكم هذا ...
أخي إن كان بالإمكان أن تفيدونا بفتوى للأمر الذي سأشرحه لكم..
أنا طالب في الجامعة منتمٍ لإحدى الكتل الطلابية التي تتخذ الإسلام منهجاً وعقيدة وتسعى لتبليغ دعوتنا والعمل على أسلمة الجامعة وفي هذه الكتلة هناك حلقة وصل واحدة بين الإخوة والأخوات وقد استلمت أنا المسؤولية هذه في فترة من الفترات ويكون لي اتصال مع أختين من الأخوات فقط لترتيب التناسق في العمل ما بين الإخوة والأخوات...ومع الزمن زادت قوة الرابطة بيني وبين إحدى الأخوات التي أتواصل معها لتصل لمرحلة الإخاء فأصبحت هذه الطالبة بمثابة أخت لي وأصبحت أنا بمثابة أخ لها ومع الأيام زادت الرابطة الأخوية فأصبحنا نخاف على بعضنا كالأخوة من الأب والأم ونفهم بعضنا بعضاً ونشعر بآلام كل منا وأصبحنا نتراسل بالجوال في حيال غياب أحدنا للاطمئنان عليه وذلك في حدود أخلاقنا الإسلامية ومبادئنا العقدية , وأنا لا أعلم ما حكم هذه العلاقة في الشرع لذا أرسل لكم بقصتي لعلكم تساعدوني بهذا الأمر لأطمئن بسيرنا في الطريق الصحيح أو العدول عما نقوم به إن كان محرماً ... وجزاكم الله خيراُ ...
أرجو من حضرتك الرد في اسرع وقت ممكن لكم ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للرجل الأجنبي ولا للمرأة الأجنبية أن ينشئ أي منهما علاقة مع الآخر، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من التهمة، وبعيدة عن الحرام، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وصدق الله تعالى إذ يقول: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {البقرة: 168}.

وقد حذر الله تعالى من الاختلاط بالنساء فقال جل من قائل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53}.

وقال سبحانه مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب:32}.

وفتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة الصحيحة والصريحة في هذا الموضوع.

فعليك -أيها الأخ الكريم- أن تقطع هذه العلاقة ولو تصورتها أخوة بريئة، فإنها حبالة من حبائل الشيطان، والبديل المباح والآمن في حلقة الوصل هذه أن تتم عبر إحدى زوجات أحد الطلاب أو إحدى أخواته أو بنات أخواته أو إخوانه.

ونسأل الله أن يمن علينا وإياك بالهداية إلى صراطه المستقيم، وأن يقينا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني