الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)

السؤال

ما صحة هذا الحديث: "الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحديث: إن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل. جزء من حديث أخرجه الترمذي، والحاكم، وأحمد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فتح له منكم باب الدعاء، فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، وإن الدعاء ينفع مما ينزل، ومما لم ينزل؛ فعليكم بالدعاء. ال الترمذي: حديث غريب، وقال فيه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف.

لكن معناه صحيح، فقد سئل عنه الشيخ ابن باز -عليه رحمة الله- كما في موقعه الرسمي، فقال: لا أذكر حال سنده، لكن معناه صحيح؛ فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل من الأقدار المعلقة بالدعاء، لا يرد القدر إلا الدعاء؛ فالدعاء فيه خير عظيم، والله يقول جل وعلا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، ويقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، ويقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55-56].

فالدعاء مطلوب، وينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء، وأن يلحّ في الدعاء، ويسأل ربه من فضله ...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني