الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من كسب زوجها الخبيث

السؤال

ما حكم الإسلام في مسلمة زوجها مسلم يقتات من العمل في حانة على ملك غيره ، بائع خمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه يجب على هذه الزوجة أن تقوم بواجب النصح لهذا الزوج، وتبين له أن العمل في بيع الخمر محرم بإجماع الأمة، وأن الكسب الذي يكسبه من ذلك العمل محرم. ومن أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة: ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ كما في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟".
والأكل من كسب حرامٍ مانع لا ستجابة الدعاء، ولا شك أن ذلك أكبر بلية يبتلى بها المرء، لأنه محتاج إلى ربه في كل لحظة وفي كل حين، فإذا كان متصفاً بمانع يمنعه من استجابة دعائه لربه فقد خسر خسراناً مبيناً، وكان على خطر عظيم.
كما أن صاحب الكسب المحرم لا ينتفع بنفقاته ولا صدقاته، ولا يبارك له فيما عنده. إضافة إلى غير ذلك من الأضرار الكثيرة التي تصيبه عاجلاً وآجلاً.
فإن قبل الزوج النصح وتاب إلى الله تعالى وترك ذلك العمل المحرم فذلك المطلوب والحمد لله رب العالمين.
أما إن لم يقبل ذلك فإن استطاعت أن تكون نفقتها من مالها الخاص فعلت ذلك بعداً عن الحرام.
وإن لم تستطع ذلك فلتقتصر فيما تأخذه من ماله على قدر الحاجة، والإثم في ذلك عليه هو دونها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني