الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستماع للقرآن مع كون الآخرين لا ينصتون

السؤال

أنا موظف في مكتبة يكثر بها العمال وعندنا مذياع والآخرون يستمعون للأناشيد بموسيقى، مشكلتي أحب سماع القرآن الكريم الموجود في الشبكة الإسلامية، أي علي إثم إن استمعت إليها بجانب الموسيقى في الجانب الآخر والأصوات تختلط، وقد قال الله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ}، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على المرء في الاستماع للقرآن من خلال المذياع أو غيره ولو لم ينصت الآخرون، خاصة وأن الإنصات عند تلاوة القرآن في غير الصلاة ليس بواجب وإنما هو مستحب كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 52961.

وأما تداخل التلاوة مع أصوات المعازف فهو خلاف ما هو مأمور به من إجلال القرآن وتعظيمه، وقد نص العلماء على تحريم رفع الصوت بالكلام المباح على القرآن والحديث أخذاً من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الحجرات:2}، وإذا كان هذا في رفع الصوت بما هو مباح من الكلام، فكيف بالمحرم منه، فلا شك أن في هذا امتهاناً للقرآن.

فالأولى بك عند إرادتك الاستماع للقرآن في هذه الحالة أن تضع سماعة على أذنيك، حتى لا تتداخل التلاوة مع تلك الأصوات المنكرة، وفي ذلك أيضاً فائدة أخرى أن ذلك يحجب عنك تلك الأصوات التي لا يجوز الاستماع لها، وينبغي على كل حال نصح هؤلاء الناس وتذكيرهم بحرمة الغناء والمعازف لعلهم ينتهون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني