الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من هديه صلى الله عليه وسلم في النكاح

السؤال

هل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل بهن الرسول ارتدين لباسا خاصا عند زفافهن كما يفعله بعض الناس في مجتمعاتنا الحالية وهل خصص يوما أو ليلة معينة لزواجه حيث اليوم كثيرون يعتادون الجمعة والإثنين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على خبر يفيد أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتدين لباساً خاصاً عند زفافهن، ولا أنه صلى الله عليه وسلم قد خصص يوماً أو ليلة معينة لزواجه من أية منهن، ومع هذا فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى استحباب عقد النكاح مساء يوم الجمعة، وقيل: أو ليلتها، كما في فتح القدير للحنفية (3/189)، والفواكه الدواني للمالكية (2/11)، وإعانة الطالبين للشافعية (3/274)، والإنصاف للحنابلة (8/38)، وذلك تبركاً بهذا اليوم، ولأن فيه ساعة استجابة، ولأن جماعة من السلف استحبوا ذلك، منهم: سمرة بن حبيب، وراشد بن سعيد، وحبيب بن عتبة...

والحقيقة أن هذه التعليلات والآثار لا تنهض دليلاً للقول باستحباب هذا التوقيت أو سنيته، حيث لا نص من الشارع هنا، وذهب المالكية كما في مواهب الجليل (3/408)، والشافعية كما في روضة الطالبين (7/19)، والحنابلة في قول كما في الإنصاف (8/38)، إلى أنه يسن عقد الزواج في شوال، استدلالا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني، قال: وكانت عائشة رضي الله عنها تستحب أن تدخل نساءها في شوال. أخرجه مسلم في صحيحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني