الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص مما أخذ بغير حق ممن ليسوا بمعلومين

السؤال

أنا شاب عمري 24 سنة بدأت العمل من عمر 13 واشتغلت بشركة ولما صار عمري 18 نقلتني الشركة على فرعها بالمطار واشتغلت محاسبا بمرآب المطار الشركة كانت تطلب زيادة عن الحساب فكنا نأخذ من السيارة ضعف حسابها وأنا كنت آخذ قسما من هذه الزيادة بعد سنة ونصف تركت العمل لهذا السبب بسبب عذاب الضمير وخوفي من الآخرة ومن غضب الله عز وجل وحصلت مبلغا كبيرا يعادل حوالي 30000$
واشتغلت فيهم بالعقارات وأمور تجارية أخرى بالحلال وقدرت ضعفهم واليوم أنا راغب أتزوج لكن عندي خوف من الماضي وأشعر بأن قلبي مثقل بهذه الأموال.
ماذا يمكن أن أفعل بهذا المال؟ وهل يمكن أن أتزوج به؟ والفعل الأفضل بهذه الحالة؟ وماذا يمكن أن أفعل لأزيل حق عشرات الآلاف من الناس الذين لهم حق في رقبتي؟
أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من أن الشركة التي كنت تعمل بها كانت تطلب زيادة على التكلفة المقررة للسيارات يعتبر من الظلم البين وأكل المال بغير حق.

وأنت في هذا الموضوع قد ارتكبت خطأ من جهتين:

1. أنك كنت متعاونا مع تلك الشركة الظالمة، والله تعالى يقول: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

2. أنك كنت تأخذ قسما من هذه الزيادة لمصلحتك الخاصة، مما قلت إنه قد حصل منه مبلغ كبير يعادل حوالي 30000 .

وإذا كنت قد ندمت على هذا الفعل -حقا- وأردت التوبة منه، فلا بد أن تتخلص من هذا المبلغ الذي استفدته بغير حق.

وبما أن أصحاب هذا المال غير معروفين ولا يمكن إيصاله إليهم بوجه من الوجوه، فالواجب أن تصرفه بنية الصدقة عنهم.

وليس لك أن تتزوج به طالما أنك لست محتاجا إلى المال، لما ذكرته من الثروة التي حصلت عندك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني