الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يأخذ أهل الكبائر كتبهم يوم القيامة

السؤال

المؤمن العاصي الذي سيدخل النار بسبب كثرة كبائره بأي يد سيأخذ كتابه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قال: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) [الانشقاق:10-14].
وقال سبحانه: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ) إلى قوله سبحانه: (يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ) [الحاقة: 19-27].
إلى قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) [الحاقة:33].
فالآيات ذكرت إعطاء الكتاب باليمين، وإعطاءه بالشمال وإعطاءه من وراء الظهر، فقال كثير من المفسرين: إن الذي يأخذ كتابه بشماله هو الذي يأخذه من وراء ظهره، حيث تلوى شماله إلى وراء ظهره.
وقال ابن حزم رحمه الله: إن المؤمنين الفائزين لا يعذبون، ويعطون كتبهم بأيمانهم، والكفار بأشملهم، والمؤمنين أهل الكبائر من وراء ظهورهم، ولم نقف على نص صريح يشهد لما قاله، بل لم نقف على نص شرعي يبين كيف يكون أخذ أهل الكبائر لكتبهم، إلا أن ظاهر الآيات أن من أخذ كتابه بيمينه فإنه لا يعذب، ومن أخذه بشماله فإنه يعذب.
وعلى هذا، فلعل أهل الكبائر المعذبين ممن يأخذون كتبهم بشمائلهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني