الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب التداوي من المرض الخبيث

السؤال

لو واحدة عندها مرض خبيث في الصدر والدكاترة أكدوا أن لابد من استئصال الصدر لعدم انتشار المرض في الجسم مع العلم أنني لا أستطيع أو أتحمل نفسياً أن يتم استئصال هذا الجزء وأعرف أن كثيرا من الحالات رغم استئصال الجزء المصاب انتشر المرض في الجسم فهل هنا إثم علي أن أرفض إجراء الجراحة مع العلم أن الدكاترة يحذرون من عدم إجراء العملية.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في التداوي أنه مشروع أو مستحب كما حكاه النووي في شرحه على مسلم عن جماهير السلف والخلف، وقد يبلغ أن يكون واجبا إذا أدى تركه إلى التلف، قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {النساء:29}، وقال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.

وجاء في حاشيتي قليوبي وعميرة: إذا كان به جرح يخاف منه التلف وجب -أي التداوي-. انتهى.

وجاء في تحفة المحتاج: إذا علم الشفاء في المداواة وجبت. انتهى.

هذا هو حكم التداوي إذا علم المرء أن تركه سيؤدي إلى الهلاك، وينبغي أن تعلمي أن الأطباء هم الأولى بتقدير الأصلح في مثل هذا الموضوع؛ لأنه مجال اختصاصهم.

وعليه، فالأحوط لك في الدين هو أن تقبلي إجراء العملية؛ لأن حفظ النفس أو السعي في تطويل الحياة من الواجبات الشرعية. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: ووجب إن رجا حياة أو طولها...

ونسأل الله أن يشفيك، ويهيئ لك من الأمر ما هو رشاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني