الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج عن طريق الهاتف بغير رضى الوالدين

السؤال

أنا مدرس سوري أعمل في المملكة منذ حوالي 9 شهور تعرفت عن طريق أحد المواقع الإسلامية الأجنبية على امرأة غربية, بعد فترة قصيرة أسلمت على يدي والحمد لله. بعد فترة طلبت مني الزواج بها, وأنا أعزب وهي تكبرني سناً, وعائلتي لا يمكن ان يقبلوا فانا من أسرة عربية محافظة. ترددت كثيراً وفكرت كثيرا واستخرت الله كثيراً. توكلت على الله وقررت الزواج بها لأسباب كثيرة, فهي ليس لديها حتى محرم, لا أخ ولا أب ولا ابن ولا أحد. والنساء المسلمات القريبات منها إما شيعة أو مبتدعة ويريدونها الى جانبهم, وهي حديثة العهد بالدين. والحمد لله قررت الآن لبس النقاب إرضاء لله ثم إرضاء لي. وهناك أسباب كثيرة تدفعني للزواج بها لا مقام لتفصيلها.
المسألة: كوني لا أستطيع السفر إليها لصعوبة الحصول على تأشيرة ولظروف عملي. وهي لا تستطيع أن تأتي بمفردها وخصوصا أن لا محرم عندها. فقررنا الزواج بالنيابة أو ما يسمى بالإنكليزي (بروكسي ماريج) , سيعين لها الشيخ هناك ولياً أو يكون هو وليها ثم نتم العقد عن طريق الهاتف والبريد وهم لهم مكتب هنا على ما أظن.
السؤال: هل هذا العقد شرعي؟ علماً أن المشرفين على العملية شيوخ ومحامون مسلمون.
طبعاً أنوي أن أسافر إليها ومتابعة تحصيلي العلمي الشرعي هناك بإذن الله والدعوة إلى دين الله.
أرجو منكم التوجيه
جزاكم الله خيراً
ملاحظة: إذا أردتم رقم هاتفي فما عليكم إلا طلب ذلك عن طريق البريد الإلكتروني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تضمن سؤلك مسألتين:

الأولى: عن حكم الزواج بامرأة لا يرضى بها الوالدان.

والثانية: عن حكم عقد النكاح عن طريق الهاتف.

فأما جواب المسألة الأولى، فاعلم أيها الأخ الكريم أن طاعة الوالدين وطلب رضاهما مقدم على الزواج بامرأة معينة وإن كانت في غاية الصلاح، وقد سبق بيان ذلك في فتاوى كثيرة، ومن ذلك الفتوى رقم: 71134.

وأما جواب المسألة الثانية، فاعلم أنه لا يصح عقد النكاح عن طريق الهاتف، ولكن يصح التوكيل بتولي عقد النكاح عن طريق الهاتف، ثم يقوم الوكيل الحاضر بتولي عقد النكاح كما سبق في الفتوى رقم: 56665 .

ولذا فإننا ننصحك أيها الأخ الكريم أن لا تقدم على هذا الزواج إلا بعد أن تجد قبولاً حسناً من والديك له.

وأما هذه المرأة فلا تحمل همها، فإن الله تعالى يتولى عباده، ويختار لهم ما يصلحهم، فإن يسر الله زواجك بها فقد نلت ما تريد وإلا فسيسخر الله لكلٍ منكما من لعله يكون أنفع وأحسن.

والحاصل أنه إذا رضي والداك بهذا الزواج فيجب على هذه المرأة إذا لم يكن لها ولي مسلم يتولى عقد نكاحها أن تُوَلِّيَ أمرها رجلاً من المسلمين يقوم بتزويجها، ويمكنها أن توكل رجلاً في نفس البلد الذي أنت فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني