الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع من يتهكم بالدعاة

السؤال

ما حكم الشرع فيمن لا يعترف ويتهكم على البعض من خيرة العلماء والدعاة امثال الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحوينى والشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصري. علما بأنه يعترض ويتهكم عليهم بغير علم مطلقا.
وكثيرا ما حاولت تعليمه وإرشاده الى الصواب ولكنه دائما ما يدعى المعرفة. وهو يعتبرهم من المتشددين. ولا تزيده المناقشة معه إلا كبرا وتمسكا بالرأي( الذي هو ليس برأي) ولكن فقط اعتراضات كعادته وحقيقة يؤذيني كثيرا سماع هذه الأقاويل من هذا الشخص على هؤلاء الأفاضل.
ولذا أخذت قرارا بعدم اختلاق أو الاستجابة لأي حوار منه يخص الدين أو الدنيا.
وماذا يجب علي فعله إذا تكررت هذه التهكمات منه مرة أخرى على العلماء. علما بأنه لا يستطيع المواصلة فى أي حوار إلا بالغلط وارتفاع الصوت والتمسك بالرأي وقد يؤدي إلى سوء العلاقة بيني وبينه ( علما بأن هذا أيضا قد يؤدي إلى بعض المشاكل المؤقتة مع زوجته ( حيث إنه تربطني بها صلة قرابة)
فهل علي إثم إذا تركته يتهكم على هؤلاء الأفاضل أو غيرهم حتى يهديه الله من فضله أو يكف عنا وعن العلماء أذاه.
وجزاكم الله خيرا عنا وعن أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أعظم ما ابتلي به بعض الشباب في هذا الزمان التطاول على الدعاة والعلماء، ولا شك أن هذا الأمر خطير، وسبق أن ذكرنا نصيحة الشيخ ابن باز للشباب بهذا الخصوص فراجعها بالفتوى رقم: 18788.

فإن ثبت ما ذكرت عن هذا الشخص من التهكم من هؤلاء الدعاة فهو مسيء، وعليك أن تستمر في نصحه إن رجوت أن ينفعه النصح، فإن لم ترج من ذلك نفعا أو خشيت أن يزداد في غيه فالأولى السكوت وعدم مناقشة هذا الأمر معه، ولا يلحقك حينئذ إثم إذا تكرر منه هذا الفعل ولم تنكر عليه بلسانك، ولكن الواجب عليك مفارقة مجلسه في هذه الحالة؛ لأن أدنى درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب وهو يقتضي مفارقة مكان المنكر.

وههنا أمر وهو أن الهجر قد يجدي نفعا فإن غلب على ظنك أن ينفعه الهجر ويزجره عن مثل هذه التصرفات فيمكنك هجره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني